قالت صحيفة “أفريكا بزنس إنسايدر” إن زيارة وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، إلى كينيا الاثنين كان هدفها سياسي ودبلوماسي وليس تجاري واقتصادي كما هو معلن.
وأشارت الصحيفة في تحليل لها إلى أن موضوع الاقتصاد الذي تحدث عنه الوزير الجزائري ونظيره الكيني بدا وكأنه موضوع مهم بين البلدين، إلا أن هذا لم يكن السبب وراء زيارة الوزير الجزائري.
وبحسب التحليل، كان للزيارة طابع سياسي أكثر من كونه اقتصاديا، إذ أن عطاف تحدث عن القضية الفلسطينية وشرق أفريقيا ومناطق الساحل والصحراء ضمن “البيئات الإقليمية والدولية المتدهورة”.
وقال عطاف “تأتي زيارتي كما تعلمون جميعا في وقت يمر العالم بتغيرات عميقة وتوترات وأزمات وصراعات متزايدة باستمرار لا تزال تنطوي على تحديات ضخمة على الصعيدين الدولي والإقليمي. وفي مثل هذه الأوقات التي تتسم بشكوك كبيرة، فإننا نؤمن إيمانا راسخا بالأهمية الحيوية للحفاظ على اتصال وثيق”.
وتتوجس الجزائر من تقارب مغربي كيني، إذ تقول الصحيفة إن تغيرات تجري في العلاقات بين كينيا والمغرب، ومنذ تولي الرئيس وليام روتو منصبه، بدأت الحكومة الكينية تدرس فكرة إنهاء العلاقات مع البوليساريو المدعومة من الجزائر.
وكشف التحليل أن سفارة كينيا في الجزائر التي كانت معتمدة أيضا لدى “الجمهورية العربية الصحراوية” المعلنة من طرف البوليساريو، لن تقوم بذلك بعد الآن في ظل التغيرات في موقف نيروبي من نزاع الصحراء الغربية.
وكثفت كينيا مساعيها لتعزيز العلاقات مع المغرب. وتزامنت زيارة عطاف مع تدقيق البرلمان في المرشحة الأولية لمنصب السفيرة في الرباط، جيسيكا غاكينيا، التي من المتوقع أن تتولى مهامها بحلول يونيو.
وتسعى كينيا لتعيين سفيرة في الرباط لأول مرة في خطوة تشير إلى تغيير في العلاقات بين البلدين.
والاثنين، حظيت غاكينيا بإشادة من قبل لجنة التدقيق في برلمان كينيا قبل تعيينها سفيرة بالرباط، وفق ما نقلت صحيفة “ذي ستار” الكينية.
وقالت الصحيفة إن إنشاء سفارة في المغرب يعني أن كينيا ستحول وجودها الدبلوماسي في المملكة من قنصلية فخرية إلى سفارة كاملة مع سفير مقيم، وهو ما يشير إلى تحول كامل عن المواقف الحكومية السابقة في العلاقات الثنائية بين البلدين.
وخلال عرضها أمام لجنة التدقيق في تعيينها، قالت غاكينيا إنها ستعمل على تشجيع المستثمرين المغاربة على إنشاء مصنع للأسمدة في كينيا، مما يسهل الوصول إلى المنتجات الزراعية الأساسية للمزارعين الكينيين. وستسوق أيضا الشاي ومنتجات أخرى من كينيا أثناء وجودها في المغرب.
في المقابل، تسعى الجزائر إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع كينيا عبر التعاون التجاري، وأظهر تقرير صادر عن صحيفة “شرق أفريقيا” الكينية أن الجزائر قدمت 16,000 طن متري من اليوريا لكينيا في يناير الماضي، وهو سماد يستخدم في تطوير الذرة والقمح وقصب السكر، وهي هبة بلغت قيمتها 4.8 مليون دولار.
كما قدمت الجزائر حوالي 100 ألف دولار للبعثة الكينية في هايتي.
وتشهد دول أفريقيا خاصة في الساحل صراع نفوذ بين الجزائر والمغرب بهدف تحقيق مكاسب اقتصادية وأيضا كسب التأييد في قضية الصحراء الغربية.
والصحراء الغربية مستعمرة إسبانية سابقة يسيطر المغرب على 80% من مساحتها، لكن تطالب جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر بالسيادة عليها. وتعتبرها الأمم المتحدة من بين “الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي”.