طريق طويل سارت به القضية الفلسطينية في محاولة لانتزاع اعتراف دولي طال انتظاره بالدولة التي تعاني منذ سنوات من بطش الاحتلال الإسرائيلي.
خطوات السلطة الفلسطينية على مر العصور لانتزاع اعتراف دولي بدأت منذ سنوات طويلة جدا نجحت خلالها في الحصول على اعتراف 137 دولة، بينما مؤخرا أعلنت العديد من الدول نيتها أيضا الاعتراف بفلسطين في محاولة لدفع عملية السلام بالأراضي المحتلة.
وتعترف غالبية دول العالم بالدولة الفلسطينية، في حين دعت السلطة الفلسطينية مجددا مجلس الأمن الدولي للنظر في طلب العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وبحسب بيانات السلطة الفلسطينية، أعربت 137 من إجمالي 193 دولة في الأمم المتحدة عن اعترافها بالدولة الفلسطينية لكن ذلك لا يشمل معظم بلدان أوروبا الغربية وأميركا الشمالية وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية.
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أثناء زيارته للأردن في وقت سابق إنه عازم على تسريع عملية اعتراف إسبانيا بالدولة الفلسطينية بحلول الصيف، بحسب ما أفادت عدة صحف إسبانية.
الاستقلال والاعتراف الأول بفلسطين
في 15 نوفمبر 1988، أي بعد نحو سنة من انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد الاحتلال الإسرائيلي، أعلن زعيم منظمة التحرير ياسر عرفات في الجزائر العاصمة عن قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس، من منبر المجلس الوطني الفلسطيني في المنفى وبعد دقائق، اعترفت الجزائر رسميا بـ”الدولة الفلسطينية المستقلة”.
وبعد أسبوع، اتخذت أربعون دولة، من بينها الصين والهند وتركيا ومعظم الدول العربية، الخطوة نفسها وتبعتها جميع دول القارة الإفريقية والكتلة السوفياتية تقريبا.
في عامي 2010 و2011، اعترف معظم بلدان أميركا الوسطى واللاتينية بالدولة الفلسطينية.
الحصول على دولة مراقب
أطلق الفلسطينيون حملة دبلوماسية على مستوى المؤسسات الدولية ومن خلال تصويت تاريخي في نوفمبر 2012، حصلوا على صفة دولة مراقب في الأمم المتحدة يحق لها في غياب العضوية الكاملة مع حقوق التصويت، الانضمام إلى وكالات الأمم المتحدة والمعاهدات الدولية.
وبهذا الوضع الجديد، انضم الفلسطينيون إلى المحكمة الجنائية الدولية في عام 2015، الأمر الذي سمح بفتح تحقيقات في العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية. ودانت الولايات المتحدة وإسرائيل هذا القرار.
وفتحت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو الطريق بمنح الفلسطينيين عضوية كاملة في أكتوبر 2011 وانسحبت إسرائيل والولايات المتحدة من المنظمة في عام 2018، قبل أن تعود الأخيرة في عام 2023.
أول اعتراف أوروبي بفلسطين
وأصبحت السويد التي تقيم فيها جالية فلسطينية كبيرة، أول دولة في الاتحاد الأوروبي تعترف بدولة فلسطين في عام 2014، بعد أن فعلت ذلك جمهورية التشيك والمجر وبولندا وبلغاريا ورومانيا وقبرص قبل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وأدى قرار ستوكهولم الذي اتخذ في وقت بدت فيه الجهود المبذولة لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني في طريق مسدود تماما، إلى سنوات من العلاقات العاصفة مع إسرائيل.
إسبانيا ليست الدولة الأوروبية الوحيدة التي تفكر في السير على خطى السويد ففي 22 مارس، أصدر بيدرو سانشيز إعلانا مشتركا مع نظرائه من إيرلندا ومالطا وسلوفينيا، قالوا فيه إنهم “مستعدون للاعتراف بفلسطين” إذا “كانت الظروف مناسبة”.
كما اتخذ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطوة إلى الأمام في فبراير، قائلا إن الاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية “ليس من المحرمات بالنسبة لفرنسا”.
وكذلك قالت وزيرة الخارجية الاسترالية بيني وونج إن الاعتراف بدولة فلسطين يمكن أن يساعد في تحريك عملية السلام المتوقفة منذ فترة أن ذلك الأمر قد يساعد في حل للأزمة.