تباينت ردود كبار القادة والسياسيين الإسرائيليين، الأحد، في تفاعلهم مع الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على بلادهم، ليلة السبت الأحد.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إن إسرائيل ستحقق النصر، بعد تصديها لرشقة من الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية.
وكتب نتانياهو في منشور موجز على منصة، إكس باللغة العبرية: “اعترضنا وتصدينا، معا سننتصر”.
ونفّذت إيران هجوما بمسيّرات وصواريخ ليل السبت الأحد أعلنت إسرائيل “إحباطه”، في أول عملية مباشرة من هذا النوع تشنّها طهران ضد إسرائيل، بعد حوالى أسبوعين على قصف القنصليّة الإيرانيّة في دمشق.
ويأتي الهجوم الذي أكدت واشنطن حليفة إسرائيل مشاركتها في التصدي له، في خضم الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، والتي تثير منذ اندلاعها في أكتوبر الماضي، مخاوف من تصعيد إقليمي واسع النطاق.
ودعا وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى “هجوم ساحق” على إيران، في حين قالت رئيسة حزب العمال، ميراف ميخائيلي، إن على إسرائيل استغلال الحدث لعقد صفقة رهائن مع حماس.
كتب وزير الأمن القومي اليميني المتطرف، عضو الكنيست إيتامار بن غفير، على منصة إكس: “دفاع مثير للإعجاب حتى الآن – الآن يجب أن يكون هناك هجوم ساحق”.
ويأتي تعليق بن غفير بعد توعد مسؤول إسرائيلي كبير بـ”رد غير مسبوق” على الهجمات الإيرانية على إسرائيل، على ما أفادت القناة 12 الإسرائيلية، فيما أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري أن “الحدث لم ينته بعد”.
ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن القناة، أن إسرائيل تعتزم توجيه رد قوي “غير مسبوق” على الهجوم الإيراني، داعيا الإسرائيليين إلى “عدم الذهاب للفراش بسبب ما هو قادم من طهران”.
كما قال مسؤول إسرائيلي إن المجلس الوزاري المصغر “الكابينيت” يناقش الآن سياسة الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني.
لكن في المقابل، طالبت زعيمة حزب العمل المعارض، ميراف ميخائيلي، بأن على إسرائيل أن تستغل التعاطف الذي اكتسبته من الهجوم الإيراني من أجل التوصل إلى اتفاق مع حماس لإعادة 133 شخصا تحتجزهم كرهائن.
وكتبت ميخائيلي على موقع إكس: “المجد هذا الصباح للقدرات الاستخباراتية والدفاع الجوي للجيش الإسرائيلي، وللمؤسسة الدفاعية، وللأشخاص الذين بنوها وأداروها”.
وأضافت “لقد أثبتت الليلة الماضية أيضا مرة أخرى مدى أهمية التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة ودول المنطقة لأمن دولة إسرائيل”.
وتابعت: “والآن نفس الأشخاص الذين حرضوا ضد الولايات المتحدة، وضد الاتفاقات الإقليمية، وضد المؤسسة الأمنية، يحاولون أن يقولوا لهم إن الوقت قد حان لهجوم حاسم دون أن يدركوا أنه لا يوجد شيء اسمه إسرائيل وحدها في مواجهة هذه التهديدات”.
وأدانت دول حول العالم الهجمات الإيرانية على إسرائيل، وحذر الكثيرون من أن الهجوم يهدد بمزيد من زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.
وندد رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك في بيان الضربات “المتهورة” التي قال إنها “تخاطر بتأجيج التوترات وزعزعة استقرار المنطقة”، مشيرا إلى أن إيران أثبتت مرة أخرى أنها عازمة على زرع الفوضى في ساحتها الخلفية.
وأدان منسق الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الضربات ووصفها بأنها “تصعيد غير مسبوق وتهديد خطير للأمن الإقليمي”، في منشور على موقع إكس.
ومع استعداد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقد جلسة طارئة يوم الأحد بشأن الهجوم الإيراني غير المسبوق بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “التصعيد الخطير الذي يمثله الهجوم واسع النطاق الذي شنته إيران على إسرائيل”.
وأضاف: “إنني أشعر بقلق عميق إزاء الخطر الحقيقي للغاية المتمثل في التصعيد المدمر على مستوى المنطقة”، داعيا الأطراف إلى “تجنب أي عمل قد يؤدي إلى مواجهات عسكرية كبيرة على جبهات متعددة في الشرق الأوسط”.
وكتبت الزعيم الحزبية الإسرائيلية: “لا تدعوهم يختبئون وراء الكلمات العدوانية لكي يقودونا إلى حرب إقليمية رهيبة لا نهاية لها. مثل هذه الحرب تهدف إلى خدمة نتانياهو، وليس دولة إسرائيل. الآن هو الوقت المناسب للاستفادة من الزخم من أجل التوصل إلى اتفاق إقليمي من شأنه أن يوقف الحرب ويعيد رهائننا إلى وطنهم”.
من جهته، كتب الرئيس يتسحاق هرتسوغ: “بارككم أيها الجنود وقادة جيش الدفاع الإسرائيلي والقوات الجوية الإسرائيلية الأعزاء”.