اختتم المؤتمر الإنساني الذي استضافته باريس بدعوة من فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، والذي تزامن مع الذكرى الأليمة الأولى لاندلاع الحرب في السودان.
وجاء هذا المؤتمر في زمن تجاهل فيه العالم الكارثة الإنسانية الكبرى التي يشهدها السودان حاليًا، وتقاصر أهل السودان عن الانتباه لكارثتهم والعمل على إنهاء القتال بشكل عاجل.
أحرز المؤتمر انتصارات هامة في عدة مجالات، وتأثيرها سيكون ملموسًا على حياة الناس، ويمكن تلخيصها كما يلي:
تمكن المؤتمر من جمع مبلغ ٢ مليار دولار لسد جزء من احتياجات السودان الإنسانية. وقبل هذا المؤتمر، لم تتوفر سوى نسبة ضئيلة من الاحتياجات المالية الضرورية، ولكن الآن تم توفير ما يكفي لسد جزء كبير من أزمة الغذاء والدواء ومعاناة النزوح واللجوء التي يواجهها ملايين السودانيين والسودانيات.
نجح المؤتمر في تنسيق الجهود الإقليمية والدولية لوقف الحرب، حيث اتفقت حوالي ٢٠ دولة على إعلان مبادئ لوقف الحرب في السودان، مما يساعد على تقليل الخلافات الدولية والإقليمية حول الصراع ويعزز الجهود المبذولة نحو حل سلمي لهذا الصراع المدمر.
أتاح المؤتمر فرصة للمدنيين السودانيين للتعبير بصورة بناءة حول كارثة الحرب وسبل الخروج منها، وهو أمر ذو قيمة حقيقية في تخفيف معاناتهم وتقصير مدة هذه المحنة.
المبعوث الأمريكي إلى السودان يعلن موعد استئناف مفاوضات منبر جدة
بريطانيا تفرض عقوبات على 3 شركات مرتبطة بالدعم السريع والجيش السوداني
الوكالة الأمريكية للتنمية تتأخذ قرار جديد بشأن السودان
وأسفرت الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع عن سقوط آلاف القتلى ونزوح أكثر من 8.5 مليون شخص وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.
وعلى الرغم من طموح التعهدات بالتبرعات، إلا أنها لا تزال تبتعد عن مبلغ 3.8 مليار يورو الذي يعتبره الأمم المتحدة ضروريًا لتقديم المساعدات.
وفي إعلان مشترك، دعت 14 دولة، بينها ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة والسعودية وجيبوتي، بالإضافة إلى منظمات دولية مثل الأمم المتحدة وإيغاد، “جميع الأطراف الإقليمية والدولية إلى تقديم الدعم بدون تحفظ لمبادرة سلام موحدة لصالح السودان”.
وفي وقت سابق يوم الاثنين، أشار وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه إلى أن “السودانيين يجدون أنفسهم ضحايا لحرب مروعة… تترك خلفها الفوضى والمعاناة”، مؤكدًا أن “السودانيين يعانون أيضًا من النسيان واللامبالاة”.
واستضاف مؤتمر باريس الدولي من أجل السودان شقين، الأول على المستوى الوزاري للسعي لإيجاد حلول للنزاع، والثاني لتعبئة التبرعات وتقديم المساعدات الإنسانية الضخمة، بالإضافة إلى انعقاد اجتماع لنحو 40 شخصية من المجتمع المدني.
.