تخلت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن خطة حظر سجائر المنثول “النعناع”، إذ أكد البيت الأبيض حينها على فوائد هذا الأمر للصحة العامة، إلا أنها وجدت أن المضي قدما بهذه الخطة سيثير غضب الناخبين خاصة من ذوي الأصول الأفريقية، في عام الانتخابات الرئاسية.
وقالت إدارة بايدن الجمعة إنها “تؤجل اتخاذ قرار بشأن فرض حظر” على هذه السجائر، معتبرة أنها تحتاج للمزيد من التشاور مع خبراء، من دون تحديد جدول زمني لإعادة النظر في القرار، على ما أفاد تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.
وتمثل سجائر النعناع أكثر من ثلث السجائر التي تباع في السوق الأميركية كل عام، ويستخدمها غالبا المدخنون من أصول أفريقية أو من القادمين من دول أميركا الجنوبية.
ووفق تحليل للصحيفة لبيانات المسح الوطني لتعاطي المخدرات والصحة، يستخدم أكثر من 80 في المئة من الأميركيين من أصول أفريقية سجائر النعناع، مقارنة مع 30 في المئة من الأميركيين البيض، أو 51 في المئة من الأميركيين من أصول دول من أميركا الجنوبية، بحسب بيانات تعود لعام 2020.
وعارض قادة مجتمعات الأميركيون من أصول أفريقية أعربوا عن معارضتهم لحظر هذه السجائر، التي ستؤدي إلى نشأة سوق سوداء لسجائر النعناع إذا ما حظرت.
كزافييه بيسيرا، وزير الصحة والخدمات الإنسانية في الولايات المتحدة قال في بيان إن مقترح “الحظر أثار الكثير من ردود الفعل من حركات الحقوق المدنية والعدالة”.
وأشار إلى أنه سيكون هناك المزيد من المحادثات والتي “ستستغرق وقتا أطول”.
وفي 2021 كانت إدارة بايدن قد بدأت بسياسات لفرض حظر على سجائر المنثول، بهدف تقليل توجه الشباب للتدخين، وزيادة معدلات الإقلاع عن التدخين، وذلك ضمن مبادرة لتقليل معدل الوفيات بسبب السرطان.
ورغم عقود من الحملات لمكافحة التدخين، يموت نحو نصف مليون شخص سنويا في الولايات المتحدة من جراء التدخين الذي يكلف حوالي 300 مليار دولار سنويا على صعيد الخدمات الصحية والنقص في الإنتاجية، و ذلك على ما تفيد إدارة الدواء والغذاء نفسها.