أثار إطلاق “مركز تكوين للفكر العربي” برئاسة الإعلامي المصري إبراهيم عيسى، موجة واسعة من الجدل، خاصة بعد الكشف عن تلقي المركز تمويلاً إماراتياً ضخماً، وسط هجوم على المركز باعتباره منصة للدعوة للإلحاد والتشكيكي في ثواب الإسلام والسنة النبوية، وهو ما يشير الى صراع جناحين في مصر احدهما مدعم من الإمارات والاخر من السعودية.
أمناء مركز تكوين
ويضم مجلس أمناء مركز تكوين للفكر العربي ستة أعضاء هم: الإعلامي إبراهيم عيسى والدكتور يوسف زيدان زالدكتورة ألفة يوسف والدكتور فراس السواح والدكتورة نايلة أبي نادر والدكتور إسلام بحيري.
وقد واجه هؤلاء الأعضاء، في وقت سابق، انتقادات واسعة بسبب آرائهم التي اعتبرها البعض مسيئة للإسلام وتهدف إلى التشكيك في ثوابته وتاريخ المسلمين وريادتهم.

مخاوف من التشكيك في الثوابت:
أعرب العديد من المعلقين على مواقع التواصل الاجتماعي عن مخاوفهم من أن ينتهج المركز نهجًا يهدف إلى التشكيك في الثوابت الدينية ونشر الأفكار الإلحادية.
وكتب أحدهم على تويتر: “أول مشروع علني منظم للتشكيك في الثوابت، سوف تصل لـ أولادك في الأيام القادمة إعلانات لـ فيديوهات من قناة تدعى “تكوين” للتشكيك في دينك وفي السنة وفي ثوابت الشريعة”.
الدفاع عن حرية الفكر:
في المقابل، دافع بعض المؤيدين للمركز عن حقه في التعبير عن آرائه ونشر أفكاره، مؤكدين على أهمية حرية الفكر والحوار.
وكتب أحدهم على فيسبوك: “مهما كانت اختلافاتنا مع أفكار بعض أعضاء مركز تكوين، إلا أننا يجب أن ندافع عن حقهم في التعبير عن أنفسهم ونشر أفكارهم دون خوف من المضايقات أو القمع.”

تمويل إماراتي:
أثارت مسألة تلقي المركز تمويلاً من الإمارات العربية المتحدة المزيد من الجدل، حيث اتهم البعض الإمارات بمحاولة التدخل في الشأن الثقافي المصري ونشر أفكارها الخاصة.
وكتب أحدهم على تويتر: “واضح أن المركز ممول من قبل جهات إماراتية تسعى لنشر أفكارها المشبوهة في مصر. يجب علينا الحذر من هذه المحاولات الهادفة إلى تقويض ثقافتنا وديننا.”
جناح سعودي
الهجوم على مركز تكوين جاء من قبل اجنحة دينية وشخصيات عامة مقربة من السعودية، والتي لب عليها أساتذة الجامعات في الأزهر الشريف والتيار السلفي “الاسلامي السياسي” في مصر.
المحامي عمرو عبدالسلام يقدم بلاغًا عاجلا للنائب العام ضد مجلس أمناء مركز تكوين الفكر العربي، بينهم إبراهيم عيسى وإسلام البحيري ويوسف زيدان
ووجه المحامي اتهامات لمجلس أمناء مركز تكوين الفكر العربي باستغلال تدوينات متطرفة للتشكيك في ثوابت الدين وزعزعة الاستقرار الديني والاجتماعي.

وقدم المحامي عمرو عبدالسلام بلاغًا عاجلا ضد إبراهيم عيسى وإسلام البحيري ويوسف زيدان لترويج أفكار متطرفة وإثارة الفتنة وانتهاكات دينية وترويج لأفكار متطرفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
كما حذر شخصية أكاديمية بارزة من جامعة الأزهر، الشيخ علي محمد الأزهري، من مركز يطلق عليه اسم “تكوين”، الذي افتتح يوم السبت الماضي، بتمويل إماراتي في مصر، وتحذر من أنه يهدف إلى نشر الإلحاد واللادينية وتشكيك في ثوابت الشريعة والسنة بين المسلمين في مصر والوطن العربي.
ويصف الشيخ الأزهري مركز “تكوين” بأنه أول مركز علني منظم للتشكيك في الثوابت الإسلامية، ويترأس المركز الكاتب والإعلامي المثير للجدل، إبراهيم عيسى، المعروف بمهاجمته وشيطنته لكل ما هو إسلامي.
صراع إماراتي سعودي:
يُنظر إلى الصراع على النفوذ في المنطقة العربية على أنه صراع إقليمي بين السعودية والإمارات، ويرى البعض أن مركز تكوين يمثل محاولة إماراتية جديدة لتعزيز نفوذها في مصر على حساب السعودية.
يبدو أن مركز تكوين أصبح صورة من صور صراع إقليمي بين الإمارات والسعودية على نفوذهما في مصر، ويعكس هذا الصراع المتنافس على العقل المصري وتوجيهه.