كشف تقرير “هيومن رايتس ووتش” الذي أصدر اليوم الخميس عن حجم جرائم الدعم السريع في الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور بالسودان، خلال الفترة من أبريل/نيسان إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2023، واصفة بأنها جرائم حرب وضد الإنسانية.
التقرير، الذي يحمل عنوان “لن يعود المساليت إلى ديارهم: التطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية في الجنينة، غرب دارفور، السودان”، يوثق سلسلة من الانتهاكات الوحشية التي استهدفت إثنية المساليت وغيرهم من السكان غير العرب في المنطقة.
التقرير يقدم أدلة تفصيلية على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك القتل الجماعي، والتعذيب، والاغتصاب، والنهب، والتدمير الهيكلي للمجتمعات المدنية، وذلك في إطار حملة تطهير عرقي ضد إثنية المساليت.
بالإضافة إلى ذلك، يشير التقرير إلى احتمال وجود نية من قبل قوات الدعم السريع وحلفائها لتدمير إثنية المساليت بشكل كامل أو جزئي، مما يثير مخاوف من وقوع جرائم إبادة جماعية.
تتضمن الانتهاكات الوثيقة في التقرير معلومات شاهدية من أكثر من 220 شخصًا وتحليل لأكثر من 120 صورة وفيديو وصور من الأقمار الصناعية، إضافة إلى وثائق منظمات إنسانية.
تظهر الأدلة أن العنف بدأ بعد تصاعد التوترات في الخرطوم بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وتصاعدت الهجمات بشكل خاص بين أبريل ويونيو، مما أدى إلى فرار عشرات آلاف الأشخاص من المنطقة.
خلال الهجمات، تعرض المدنيون للقتل والتعذيب والاعتقال التعسفي، بالإضافة إلى استخدام العنف الجنسي ضد النساء والفتيات.
هذا التقرير يطالب بضرورة التحقيق الدولي في هذه الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها، بالإضافة إلى تدابير فورية لحماية المدنيين وفرض عقوبات على الأفراد والكيانات المتورطة في الانتهاكات.
يجب على المجتمع الدولي التحرك الآن لمنع مزيد من الانتهاكات وضمان تقديم المسؤولين عن الجرائم إلى العدالة، ودعم الجهود الدولية للحفاظ على السلام والأمن في المنطقة.