بحضوره قمة البحرين يكون رئيس النظام السوري، بشار الأسد جلس للمرة الثانية على “كرسيه العربي” منذ إعادة العضوية لدمشق في الجامعة العربية، وبينما يقتصر حضوره على “الاستماع” كما ذكرت صحيفة شبه رسمية تثار تساؤلات عما قدمه خلال الأشهر الماضية، على سكّة التطبيع العربي.
وكان الأسد قد حضر القمة العربية التي نظمت بشكل استثنائي في الرياض في نوفمبر الماضي، وألقى كلمة حينها أمام الزعماء العرب، أكد فيها أن الانتقال “من حضن لآخر” لا يعني تغيير “انتماء” الإنسان.
وبعدما شكك بفعالية جامعة الدول العربية، آنذاك، شدد على ضرورة تطوير آلية علمها ومراجعة ميثاقها ونظامها الداخلي، وتطوير آلياتها “تماشيا مع العصر”، على حد تعبيره، قبل ستة أشهر.
ورغم حضوره مجددا في المنامة لم يخصص له وقت لإلقاء الكلمة أمام الزعماء العرب، وأوضحت صحيفة “الوطن” السورية الأربعاء أن مشاركته ستركز على البحث والنقاش مع القادة المشاركين في الملفات المطروحة ضمن جدول الأعمال، سيما العلاقات العربية-العربية وتطورات الوضع في فلسطين.
ومن المقرر أن يصدر بيان ختامي في الساعات المقبلة لقمة البحرين، على أن يعطي أولوية كبرى لما يجري في قطاع غزة، والحرب التي تشنها إسرائيل هناك بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر.
وفيما يتعلق ببقية القضايا سيتطرق البيان إلى سوريا بعناوين عريضة، لا تخرج عن التأكيد على ضرورة إنهاء الأزمة بموجب قرار مجلس الأمن 2254، وضرورة “الحفاظ على هوية البلاد العربية وتوفير البيئة الآمنة للعودة الطوعية للاجئين”.
مشاركة الأسد الآن في قمة البحرين وقبلها في الرياض كانت بمثابة خطوة متقدمة على مسار التطبيع الذي بدأته الدول العربية معه، انطلاقا من محددات وضعت ضمن إطار ما يعرف بمقاربة “خطوة مقابل خطوة”.
تقوم المقاربة على ضرورة مضي الأسد قدما بكبح عمليات “تهريب المخدرات” من أراضيه، والسير بطريق الحل السياسي بموجب القرار 2254، مع تأمين الأرضية اللازمة لعودة اللاجئين.
وعلى أساس ذلك شكّلت الجامعة العربية “لجنة اتصال” لمتابعة التقدم في هذه القضايا، وكان آخر اجتماع لها في أغسطس 2023 ولم يتبعه آخر لأسباب تضاربت تارة وتباينت في أخرى، دون الإعلان عنها بصورة رسمية.
ويورد تقرير تحليلي للباحث الأميركي في “معهد واشنطن”، أندرو تابلر أنه كان من المقرر أن تعقد اللجنة مرة ثانية في السابع من مارس 2024، لكن الاجتماع ألغي بعد فشل دمشق في الرد على الأسئلة المتعلقة بتهريب حبوب “الكبتاغون” وقضايا أخرى.
وبدلا من ذلك، أرسل النظام وزير خارجيته، فيصل مقداد إلى الرياض لمعالجة هذه الأمور شخصيا عبر محادثات مع نظيره السعودي، فيصل بن فرحان والسفير السوري الذي تم تعيينه مؤخرا، أيمن سوسان.
وتم بعد ذلك إعادة جدولة اجتماع اللجنة الوزارية إلى 8 مايو في بغداد، لكن النظام فشل مرة أخرى في تقديم رد مكتوب على الأسئلة، مما دفع المسؤولين إلى إلغاء الحدث بناء على طلب عمان، حسبما يوضح تابلر في تقريره التحليلي.
ورغم اجتماع المقداد مع نظيره الأردني، أيمن الصفدي في 13 من مايو الحالي، إلا أن بيانا أردنيا لاحقا أشار ضمنا إلى عدم إحراز أي تقدم بشأن أي من طلبات اللجنة، وفق الباحث الأميركي.