دافع الرئيس الأمريكي جو بايدن بقوة عن إسرائيل، مشدداً على أن القوات الإسرائيلية لا ترتكب إبادة جماعية في حملتها العسكرية ضد مقاتلي حركة حماس في غزة. جاء هذا التصريح في إطار موقف الإدارة الأمريكية المستمر في دعمها لإسرائيل، وسط تزايد الانتقادات الدولية بشأن تصرفات القوات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.
خلفية التصريحات
تأتي تصريحات بايدن في وقت تتصاعد فيه التوترات في المنطقة، مع استمرار النزاع بين إسرائيل وحركة حماس، والذي أدى إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين في غزة.
ومنذ اندلاع الصراع، تعرضت إسرائيل لانتقادات دولية واسعة النطاق بسبب عملياتها العسكرية، حيث اتهمت بعض الجهات القوات الإسرائيلية بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية.
تأكيد على الدعم الأمريكي لإسرائيل
في البيت الأبيض، أوضح بايدن أن الولايات المتحدة تواصل دعمها الثابت لإسرائيل، مشيراً إلى أن ما يحدث في غزة لا يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
وقال بايدن: “ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية”. وأضاف أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الصاروخية التي تطلقها حماس، مشدداً على أن هذه الهجمات تستهدف المدنيين الإسرائيليين بشكل عشوائي.
الردود الدولية والمحلية
وأثارت تصريحات بايدن ردود فعل متباينة على الصعيدين الدولي والمحلي. فقد رحبت الحكومة الإسرائيلية بتصريحات بايدن، معتبرة إياها دليلاً على الدعم الأمريكي المستمر.
وفي المقابل، عبرت بعض المنظمات الحقوقية والنشطاء الفلسطينيون عن خيبة أملهم، مشيرين إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية تسببت في معاناة كبيرة للمدنيين في غزة.
الانتقادات والمخاوف الإنسانية
على الرغم من تأكيد بايدن على عدم وقوع إبادة جماعية، إلا أن المجتمع الدولي يعبر عن قلقه المتزايد بشأن الوضع الإنساني في غزة.
فقد أشار تقرير صادر عن الأمم المتحدة إلى تدهور الأوضاع الإنسانية، مع نقص حاد في الغذاء والماء والرعاية الصحية. ودعت الأمم المتحدة إلى وقف فوري للأعمال العدائية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.
الجهود الدبلوماسية
وسط التصعيد المستمر، تكثف الإدارة الأمريكية جهودها الدبلوماسية لتهدئة الوضع. وقد أجرى وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، سلسلة من اللقاءات مع القادة الإسرائيليين والفلسطينيين في محاولة لتهدئة التوترات والبحث عن حلول دبلوماسية للصراع.
الأبعاد السياسية
تنعكس تصريحات بايدن على الوضع السياسي في الولايات المتحدة، حيث يواجه الرئيس ضغوطاً من داخل حزبه الديمقراطي الذي يضم أصواتاً تنتقد بشدة الدعم غير المشروط لإسرائيل. وتطالب بعض الأصوات داخل الحزب بتبني موقف أكثر توازناً يأخذ بعين الاعتبار حقوق الفلسطينيين ومعاناتهم.
الخلاصة
تظل تصريحات بايدن جزءاً من الموقف الأمريكي الداعم لإسرائيل، والذي يواجه تحديات داخلية وخارجية. وبينما يسعى الرئيس لتبرير موقفه على أسس الدفاع عن النفس، يستمر المجتمع الدولي في التعبير عن قلقه بشأن الأوضاع الإنسانية في غزة. وفي هذا السياق المعقد، تبقى الجهود الدبلوماسية ضرورية لإيجاد حل دائم للصراع الذي طال أمده بين الإسرائيليين والفلسطينيين.