جبهة تحرير قومية الأمهرة “فانو” تسيطر رسمياً على مطار لاليبيلا بعد معارك شرسة مع الجيش الإثيوبي وإسقاط طائرات مسيرة
في تطور دراماتيكي للوضع في إثيوبيا، أعلنت جبهة تحرير قومية الأمهرة، المعروفة باسم “فانو”، سيطرتها رسمياً على مطار لاليبيلا الدولي بعد معارك طاحنة مع الجيش الإثيوبي. تأتي هذه الخطوة في إطار التصعيد المستمر للنزاع الذي أودى بحياة الآلاف وتسبب في نزوح عشرات الآلاف من المدنيين.
وفقاً لمصادر محلية، بدأت المعارك حول مطار لاليبيلا منذ عدة أيام، حيث شنت قوات “فانو” هجمات مكثفة على مواقع الجيش الإثيوبي بهدف السيطرة على المطار الاستراتيجي. يُذكر أن لاليبيلا تعد واحدة من أهم المدن السياحية في إثيوبيا، وتحتضن مطاراً يعد منفذاً حيوياً للمنطقة الشمالية من البلاد.
خلال المعارك، نجحت قوات “فانو” في إسقاط عدة طائرات مسيرة تابعة للجيش الإثيوبي، مما أدى إلى تعزيز موقفها العسكري وتوجيه ضربة قوية للقدرات الجوية للجيش. تُعتبر هذه الطائرات المسيرة جزءاً أساسياً من استراتيجية الجيش الإثيوبي في مراقبة وتمشيط المناطق المتنازع عليها، وإسقاطها يعد إنجازاً كبيراً لقوات “فانو”.
تأتي هذه السيطرة بعد شهور من التوترات المتزايدة بين الحكومة المركزية الإثيوبية وجماعات مسلحة متعددة، من بينها “فانو”، التي تتهم الحكومة بالتهميش والإقصاء السياسي والاقتصادي للمجتمع الأمهري. وقد أدت هذه التوترات إلى اندلاع أعمال عنف واسعة النطاق في العديد من المناطق الإثيوبية، مما زاد من تعقيد الوضع الإنساني في البلاد.
في أعقاب السيطرة على المطار، دعت “فانو” المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف ما وصفته بـ “الجرائم ضد الإنسانية” التي تُرتكب بحق الشعب الأمهري. كما دعت إلى حوار وطني شامل يضم كافة الأطراف السياسية والعسكرية في البلاد بهدف إيجاد حل سلمي ومستدام للأزمة المستمرة.
من جانبه، لم يصدر الجيش الإثيوبي أي تصريح رسمي بشأن خسارة مطار لاليبيلا حتى الآن. ومع ذلك، أفادت مصادر مقربة من الجيش أن العمليات العسكرية لاستعادة السيطرة على المطار والمناطق المحيطة به ما زالت مستمرة، وأن التعزيزات العسكرية في طريقها إلى المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن الصراع في إثيوبيا يشكل تهديداً كبيراً للاستقرار في منطقة القرن الإفريقي بأكملها. وقد أثار التصعيد الأخير مخاوف دولية من اندلاع حرب أهلية واسعة النطاق، خاصة في ظل الانقسامات العرقية والسياسية العميقة التي تعصف بالبلاد.
ومع استمرار المعارك، يبقى السؤال الأهم: هل تستطيع الأطراف المتنازعة التوصل إلى حل سلمي ينهي دوامة العنف ويحقق الاستقرار لإثيوبيا؟ أم أن البلاد ستغرق أكثر في مستنقع الصراع المسلح؟










