أعلنت إسرائيل، يوم الإثنين، بدء تحقيق مشترك مع مصر حول حادث تبادل إطلاق النار قرب معبر رفح الرابط بين مصر وقطاع غزة، والذي أسفر عن استشهاد جندي مصري.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن ضابطًا كبيرًا من الجيش الإسرائيلي وعناصر من الشاباك (جهاز الأمن العام) تحدثوا مع نظرائهم المصريين في الساعات القليلة الماضية بشأن الحادث.
ووفقًا للإذاعة، يُجرى حاليًا تحقيق مشترك بين الجانبين للتوصل إلى تفاهم حول الحادث ومنع تدهور العلاقات.
وأشارت الإذاعة إلى أن الجانب الإسرائيلي يزعم أن القوات المصرية هي التي بدأت بإطلاق النار أولاً، وأن القوات الإسرائيلية ردت على ذلك. حتى الساعة 16:10 ت.غ، لم يصدر إعلان من الجانب المصري بشأن هذا التحقيق المشترك.
في وقت سابق من يوم الإثنين، أعلن الجيش المصري في بيان مقتضب استشهاد عنصر تأمين على الحدود مع مدينة رفح جنوب قطاع غزة إثر إطلاق نار، وأكد أنه تم “فتح تحقيق في الحادث”.
وجاء ذلك بعد إعلان الجيش الإسرائيلي عن وقوع “تبادل لإطلاق النار” بين جنوده والقوات المصرية قرب معبر رفح، مما أدى إلى استشهاد جندي مصري دون وقوع إصابات إسرائيلية.
وعلى الرغم من معاهدة السلام الموقعة بين الجانبين عام 1979، فقد وقعت حوادث إطلاق نار متفرقة على الحدود المصرية الإسرائيلية. وكان آخر هذه الحوادث في 3 يونيو 2023 عند معبر العوجة، حيث أسفر إطلاق النار عن مقتل عنصر أمن مصري وثلاثة عسكريين إسرائيليين، بينما تضاربت روايات تل أبيب والقاهرة حول ملابسات الحادث.
يأتي حادث إطلاق النار اليوم في ظل “توتر” تشهده العلاقات بين القاهرة وتل أبيب في الفترة الأخيرة، خاصة بعد بدء الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في مدينة رفح في 6 مايو/أيار الجاري، والسيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، مما أثار تحذيرات دولية من العواقب الإنسانية الكارثية لذلك.
ورفضت مصر التنسيق مع الجانب الإسرائيلي في المعبر، مؤكدة أنها “لن تقبل” بسياسة “فرض الأمر الواقع” التي تتبعها إسرائيل، واتهمت تل أبيب بالمسؤولية عن توقف عمل المعبر وتصاعد الأزمة الإنسانية في غزة نتيجة لذلك.
كما أعربت مصر عن خشيتها من استغلال إسرائيل الحرب على غزة لتمرير خطط لتهجير الفلسطينيين إلى مصر، وهو ما رفضته القاهرة واعتبرته “خطا أحمر”.
حادث تبادل إطلاق النار الأخير يأتي بعد ساعات من مقتل 45 فلسطينياً وإصابة عشرات، معظمهم أطفال ونساء، في قصف استهدف خيام نازحين في منطقة تل السلطان شمال غرب رفح ومناطق مجاورة، رغم زعم الجيش الإسرائيلي أنها مناطق “آمنة” للنزوح.