في الأشهر الماضية، تكرر سقوط المروحيات من طراز “ميل 17” الروسية الصنع في أفغانستان، وسط تساؤلات متزايدة حول القدرات الجوية لحركة طالبان التي تسيطر على السلطة في كابل.
سقوط مروحية طالبان
في الـ 15 من مايو الماضي، أكدت وزارة الدفاع في حكومة طالبان أن مروحية عسكرية كانت مرسلة إلى غور للإغاثة تحطمت في مدينة فيروزكوه، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 12 آخرين. الصور المنشورة تظهر حطام المروحية بجوار نهر هريرود، حيث تجمع الكثير من الناس حولها.
ووفقًا للنشرة الإخبارية لوزارة دفاع طالبان، تم إرسال مروحية من طراز “17 MI” لانتشال جثث عدد من المواطنين الذين سقطوا في البحر بالسيارة، وبعد إنقاذها، تعرضت المروحية لمشاكل فنية واصطدمت بحائط أثناء هبوط اضطراري في مدينة فيروزكوه وتحطمت.
ميل-17 كانت واحدة من أكثر المروحيات استخدامًا خلال الحكومة الأفغانية السابقة، وتم استخدامها في المهام العسكرية ومهام النقل. وتمتلك النسخة المتقدمة من هذه المروحية قدرات قتالية متعددة، بما في ذلك تركيب الصواريخ والقذائف والقنابل والمدافع الرشاشة.
مسلسل سقوط المروحيات في أفغانستان
ولم يكن سقوط مروحية طالبان في غور هو الحادث الأول، حيث أظهرت النتائج التي توصلت إليها صحيفة “ديلي إنفورميشن” أن خمس مروحيات أخرى على الأقل تحطمت خلال حكم طالبان.
ومع ذلك، تم إسقاط ثلاث مروحيات روسية من طراز Mil-17، وطائرتين من طراز MD-530 (مروحية مدنية خفيفة متعددة الأغراض أمريكية الصنع) وواحدة من طراز Blackhawk أمريكية الصنع حتى الآن.
وتتضمن هذه الحوادث سقوط طائرة هليكوبتر ميل-17 في ولاية بنجشير في يونيو 2022، والتي أعلنت “جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية” مسؤوليتها عنها. كما تحطمت مروحية من نوع “إم دي-530” في يناير 2022 بالقرب من مطار قندهار، وأرجعت حركة طالبان سبب التحطم إلى “خلل فني”.
وفي 2 يوليو 2022، تحطمت مروحية من طراز “ميل-17” في منطقة “مسراباد” بمدينة شبرغان، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم طياران من طالبان، وإصابة سبعة آخرين.
وفي 10 سبتمبر 2022، تحطمت مروحية من طراز “بلاك هوك” في ولاية كابول، مما أسفر عن مقتل طيارين من طالبان ومساعد طيار، وإصابة خمسة آخرين. وأرجعت وزارة الدفاع التابعة لطالبان سبب التحطم إلى “خطأ فني”.
وفي 21 مايو 2023، تحطمت مروحية من طراز “إم دي-530” في منطقة “شيجانشي” بعد اصطدامها بعمود كهرباء، مما أدى إلى مقتل طيارين من طالبان وإصابة الآخرين.
وفي 15 مايو من العام الحالي، تحطمت مروحية من طراز “ميل-17” في مدينة فيروزكوه.
تخريج دفعة سلاح الجوي لحركة طالبان؟
في أكتوبر من العام الماضي، أعلنت وزارة دفاع طالبان عن تخريج 22 فردًا من القوات الجوية، وهو حدث تاريخي للمجموعة حيث أتمّ المتدربون ستة أشهر من التدريب النظري وثلاثة أشهر من التدريب العملي.
ووفقًا لبيان الوزارة، فإن الخريجين يتضمنون سبعة طيارين ومدربين طيارين وعشرة مهندسي طيران وثلاثة خبراء في تنفيذ أنظمة الطيران. تمكن هؤلاء الطيارين من اجتياز اختبار الطيران بنجاح باستخدام طائرة “Mi-35″، وهي مروحية هجومية.
على الرغم من تكلفة ومدة التدريب الطويلة للقوات الجوية، إلا أن حركة طالبان نجحت في تدريب الطيارين والكوادر اللازمة في دورات تدريبية قصيرة الأجل.
وفي السابق، كان الطيارون الأفغان يخضعون لدورات تدريبية في الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وكانت تكلفة هذه الدورات باهظة، حيث كانت الولايات المتحدة الأمريكية تتحمل جزءًا كبيرًا من هذه التكاليف.
تعتبر هذه الحوادث علامات على التحديات التي تواجه حركة طالبان في إدارة وصيانة الطائرات المروحية، وتثير تساؤلات حول قدرتها على استخدام تلك الطائرات بفعالية في المستقبل.