أطلقت اللجنة الدائمة لوكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تحذيرات جادة بشأن نفاذ الوقت لإنقاذ ملايين السودانيين من مجاعة وشيكة، نتيجةً لعراقلة أطراف القتال لجهود تقديم المساعدة ونقص التمويل.
يعاني ما يقارب 18 مليون سوداني من مستويات شديدة من الجوع، ومن بينهم حوالي 5 ملايين شخص يواجهون خطر المجاعة، وفقًا لتقديرات صادرة من الأمم المتحدة في بداية هذا العام، مما يشير إلى احتمالية زيادة الأعداد بسبب استمرار النزاع وتعقيدات كسب العيش.
في بيان مشترك، حذرت اللجنة الدائمة والمنظمات الدولية من قلة الزمن المتبقي لملايين السودانيين الذين يتعرضون لخطر المجاعة وللنازحين والمحاصرين والذين يعيشون تحت قصف مستمر وعزلة عن المساعدات.
تشير التقديرات إلى تعرض 3.6 مليون طفل لسوء التغذية الحادة، وتقترب المجاعة بسرعة من ملايين الأشخاص في عدة ولايات بما في ذلك دارفور وكردفان والجزيرة والخرطوم.
وأكدت اللجنة والمنظمات الدولية أن عمليات تقديم المساعدة تواجه عقبات منظمة وممنهجة من قبل أطراف النزاع، مما أدى إلى تعطيل حركة التنقل إلى بعض المناطق، وتحديداً في الخرطوم والجزيرة ودارفور وكردفان.
وعبروا عن قلقهم بسبب الدعم المحدود من المانحين، حيث تم تغطية فقط 16% من احتياجات التمويل التي تبلغ 2.7 مليار دولار بعد مرور 6 أسابيع على انعقاد المؤتمر الإنساني الدولي للسودان في باريس.
وشددوا على ضرورة تحمل المانحين مسؤولياتهم وتقديم التمويل الإضافي، خاصة في ظل التحذيرات من اقتراب المجاعة وضرورة تقديم مساعدات حيوية، بما في ذلك توفير البذور قبل انتهاء موسم الزراعة.
وأختتم البيان بتحذير من مخاطر الانتظار وضرورة اتخاذ إجراءات فورية لمنع السيناريو المأساوي المتوقع، ودعوة أطراف النزاع لحماية المدنيين ووقف العنف وتيسير وصول المساعدات دون عوائق، بالإضافة إلى إنهاء جميع الأعمال التي تعرقل العمل الإنساني.