عادت جماعات الكراهية المعادية للمسلمين في الولايات المتحدة إلى دائرة الضوء، في ظل التصعيد الأخير بين حماس وإسرائيل، والذي شهد رد فعل عسكري ضخم من جانب إسرائيل بعد عملية كتائب القسام في منطقة غلاف غزة يوم 7 اكتوبر، مما أشعل التوترات وأثار استياء العديد من الجماعات المتطرفة في أمريكا.
وعادت هذه الجماعات المناهضة للمسلمين إلى استغلال القضايا المثيرة للجدل، مثل نظرية العرق الحرجة والسياسات الشاملة لمجتمع المثليين، في حملتها ضد المسلمين. وأكدت التقارير الصادرة من مواقع إخبارية مرموقة على زيادة في نشاط هذه الجماعات منذ أكتوبر الماضي، حيث استفادوا من التوترات الجديدة بين إسرائيل وحماس لترويج أجنداتهم المعادية للمسلمين.
ومن بين هذه الجماعات الرائدة تأثيرًا هى العمل من أجل أمريكا “ACT for America”، التي تأسست عام 2007، والتي تعتبر منظمة رئيسية في الحملة ضد المسلمين في الولايات المتحدة. وبالرغم من أن العديد من فروع المنظمة قد أغلقت في السنوات الأخيرة، إلا أنها لا تزال تعمل على ترويج الكراهية ضد المسلمين من خلال وسائل مختلفة، بما في ذلك توزيع عروض وعروض فيديو تحرض على الكراهية.
بعد السابع من أكتوبر، أصدرت المجموعة عريضة جديدة تتماشى أكثر مع أجندتها، استجابةً لدعوة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لوقف قبول اللاجئين الفلسطينيين من غزة. وفي أعقاب تحذيراتها من التهديد الإرهابي المحلي، بدأت بريجيت غابرييل، التي تعتبر من أبرز مؤيدي ترامب، في الترويج لكتابها الأكثر مبيعًا المعادي للمسلمين، بعنوان “ناجية من الإرهاب الإسلامي تحذر أمريكا”، مع الدعوة للتبرع بمبلغ 25 دولارًا.
وفي فيديو بعنوان “استيقظوا يا أمريكا” في تشرين الأول/أكتوبر، أدعت المجموعة أن “حماس تمتلك شبكة واسعة من الخلايا المنتشرة في جميع أنحاء الولايات المتحدة”، من لوريل في ولاية ميريلاند إلى توكسون في ولاية أريزونا.
وبالمثل، عادت المجموعات الأخرى التي تركزت أيضًا على القضايا الجدلية إلى أجنداتها الأساسية.
وعلى ضوء هذا التطور، يبقى التحدي أمام السلطات الأمريكية للتصدي لهذه الجماعات المتطرفة ومنع تصاعد الكراهية والتمييز ضد المسلمين في الولايات المتحدة.