انفتحت جبهة قتال جديدة في صحراء ولاية شمال دارفور المتاخمة لدولتي ليبيا وتشاد، بين القوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، بهدف قطع خطوط الإمداد عن قاعدة الزرق التي تُعد أكبر معاقل «الدعم السريع» العسكرية.
اندلعت حرب الصحراء بعد نداء علني من حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، لقبيلة الزغاوة للاستنفار والانخراط في معارك الفاشر، ومحاولة قطع خطوط إمداد الدعم السريع في الصحراء. وقد تقدمت القوة المشتركة وتوغلت في مناطق الزرق ووادي أمبار.
تعتبر الحدود الصحراوية السودانية-الليبية-التشادية مسرحًا مهمًا للعمليات العسكرية لـ«الدعم السريع»، حيث أن السيطرة عليها تعني التحكم في خط إمداد الوقود المهرب من ليبيا. تعمل شبكات من التجار على بيع هذا الوقود المهرب على طول الحدود، سواء للاستخدام العسكري أو التجاري في الشاحنات التي تحمل البضائع أو أنشطة التعدين.
عاجل …قصف مدفعى متبادل بين الجيش السودانى والدعم السريع فى أم درمان والخرطوم وسقوط عشرات الضحايا
تقرير هيومن رايتس ووتش يوثيق جرائم الدعم السريع في الجنينة غرب دارفور بالسودان
مع اندلاع الموجة الأخيرة لمعارك الفاشر في مايو الماضي، واستنفار مناوي للمكونات الأهلية الإفريقية، بدأت شبكات الدعم السريع في الانهيار بسبب الضربات العسكرية على طول المنطقة الحدودية. أدخلت الحركات المسلحة قوات كبيرة وعتادًا عسكريًا ثقيلًا من ليبيا وشمال تشاد، وضربت هذه القوات الخطوط الخلفية للدعم السريع التي تعمل على تغذية خطوط الإمداد، مع توفير تغطية واسعة من الطيران الحربي الذي استهدف قواعد الدعم السريع العسكرية.
تحالف القوة المشتركة مع القبائل الحدودية في تشاد والسودان مكّنها، بحسب مصدر عسكري بالقوة المشتركة في مدينة الفاشر، من السيطرة على ثلاث شحنات عتاد عسكري خلال الفترة من 10 مايو وحتى 12 يونيو الحالي. كانت هذه الشحنات في طريقها إلى محلية الفاشر عبر طريق نيالا-طويلة، لكن القوة المشتركة، بمساندة من الاستنفار الشعبي، دمرت جزءًا من العتاد العسكري واستولت على جزء آخر، واستخدمته في تسليح الكتائب الشعبية.
هذه العمليات تشير إلى تصعيد كبير في النزاع بدارفور، مما يعزز من تعقيد المشهد العسكري والسياسي في المنطقة، ويستدعي مراقبة مستمرة لتطورات الأوضاع وتأثيراتها على الاستقرار الإقليمي.