كشفت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية أن واشنطن، وتل أبيب، وكييف تجري محادثات لنقل 8 أنظمة دفاع جوي “باتريوت” إلى أوكرانيا من إسرائيل، في خطوة قد تمثل تحولاً كبيرًا في الموقف الإسرائيلي تجاه موسكو.
موقف إسرائيل الحذر
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل حرصت دائمًا على توخي الحذر بشأن الانحياز إلى أي طرف في الصراع الروسي الأوكراني، نظرًا لنفوذ موسكو في سوريا، حيث تشن الطائرات الإسرائيلية ضربات ضد ميليشيات إيرانية. هذا التوازن في العلاقات مع روسيا كان يهدف إلى الحفاظ على الاتفاق الإستراتيجي الذي يمنح الطائرات الإسرائيلية حق الوصول إلى المجال الجوي السوري.
عوامل تغيير الموقف الإسرائيلي
رغم رفض إسرائيل سابقًا طلبًا أوكرانيًا للحصول على أنظمة دفاع جوي، يشير التقرير إلى أن العلاقات المتزايدة بين روسيا وإيران قد تدفع إسرائيل إلى إعادة النظر في موقفها. ويعد نقل بطاريات باتريوت إلى أوكرانيا بمثابة تحول كبير في السياسة الإسرائيلية، مما يثير التساؤلات حول استعداد تل أبيب لتعريض علاقتها مع موسكو للخطر.
تفاصيل الصفقة المحتملة
في حال اتفقت الأطراف على نقل الصواريخ، ستشهد أوكرانيا دفعة كبيرة لدفاعها الجوي، حيث تمتلك حاليًا 4 أنظمة باتريوت من الولايات المتحدة وألمانيا. وتعد بطاريات باتريوت (M901 PAC-2) التي تمتلكها إسرائيل قديمة لكنها فعالة، وتتمتع بمدى أطول ورأس حربي أكبر من طراز (PAC-3) الأحدث، مما يجعلها مناسبة لاعتراض الطائرات الروسية.
عواقب سياسية
من جهته، صرح مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أن توفير أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة سيكون له “عواقب سياسية”، محذرًا من أن صواريخ باتريوت سيتم تدميرها في النهاية. تصريحات نيبينزيا تكتسب مزيدًا من الوزن كونها تتزامن مع تولي روسيا الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي لشهر يوليو، مما يوفر لروسيا منصة قوية للتعبير عن اعتراضاتها وربما التأثير على المشهد السياسي المحيط بالصراع الروسي الأوكراني.
استراتيجية النقل
أشار التقرير إلى أن النقل المقترح لأنظمة باتريوت سيشمل عملية من مرحلتين: أولاً، نقل البطاريات من إسرائيل إلى الولايات المتحدة، ومن ثم إلى أوكرانيا. هذا الترتيب يعكس الديناميكيات الجيوسياسية المعقدة القائمة، حيث تسعى إسرائيل إلى موازنة علاقاتها مع كل من الغرب وروسيا.