المنشر الاخباري، خلال زيارته الأخيرة إلى العراق، عقد رئيس الوزراء الصومالي حمزة عبدي اجتماعاً سرياً مع قادة الحرس الثوري الإيراني.
تتزامن هذه الزيارة مع مساعٍ حثيثة من حكومة الصومال للحصول على دعم مالي وسياسي وسط الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تواجهها البلاد.
وقد أظهرت هذه الزيارة أبعاداً خفية لم تكن معروفة من قبل، وهي تسعى لتعزيز العلاقات الدبلوماسية بين الصومال وإيران مقابل حزمة اقتصادية ودعم عسكري.
تفاصيل الاجتماع والأجندة الخفية:
- الحزمة الاقتصادية: قدمت إيران عرضاً مالياً بقيمة 50 مليون دولار لحكومة حمزة مقابل استعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. هذا الدعم المالي يأتي في وقت تحتاج فيه الحكومة الصومالية بشدة إلى الأموال لتسيير شؤون البلاد.
- التنسيق الأمني والعسكري: ضمن الاتفاق، سيتوقف الحوثيون عن إمداد حركة الشباب بالسلاح، وهو شرط أساسي طرحته الحكومة الصومالية. وفي المقابل، ستتولى قوات النخبة العسكرية الإيرانية، الحرس الثوري الإيراني، توفير الأسلحة وتدريب الجيش الصومالي بمجرد إعادة تأسيس العلاقات الدبلوماسية.
- الدعم الاستخباراتي: إلى جانب الحزمة الاقتصادية، وعد الحرس الثوري الإيراني بتقديم دعم لميزانية وكالة الاستخبارات والأمن الوطني الصومالية. هذا الدعم قد يغير من موازين التنسيق الاستخباراتي في المنطقة.
فشل مساعي الوساطة التركية بين إثيوبيا والصومال
تفاصيل اجتماع قادة حركة الشباب وداعش في جنوب الصومال وطلب الدعم من إيران
تقرير أمني.. الصومال نقطة تهريب أسلحة إيرانية للجماعات الإرهابية والمتمردة
الأحكام الرئيسية:
- التحديات الاستخباراتية: رئيس وكالة الاستخبارات الوطنية، سنبلولشي، الذي عاد خالي الوفاض من زيارته الأخيرة للإمارات بحثاً عن مساعدات مالية، يجد في الدعم الإيراني حلاً مؤقتاً. ومع ذلك، قد تواجه الوكالة تحديات في التنسيق مع شركاء دوليين آخرين في الصومال، خاصة الحلفاء الغربيين ودول الخليج التي تشعر بالقلق من تورط إيران في الصومال.
- موقف قطر وتركيا: في حين تراقب قطر الوضع بصمت وتدعم هذه الخطوة بشكل غير مباشر، تشعر تركيا بالقلق من تورط إيران المباشر في قطاع الأمن الصومالي، مما قد يعقد العلاقات الثنائية بين الصومال وتركيا.
- موقف الحوثيين: يبدو من غير المرجح أن يمتثل الحوثيون لأوامر إيران بقطع العلاقات مع حركة الشباب، إلا إذا قدم الصومال دعماً سرياً لهم، مما يمكنهم من القيام ببعض أنشطتهم غير القانونية.
التداعيات الإقليمية والدولية:
من المتوقع أن تثير هذه الخطوة قلقاً واسعاً بين الحلفاء الغربيين وبعض دول الخليج الذين يرفضون أي توسع للنفوذ الإيراني في منطقة القرن الأفريقي. قد يؤدي هذا إلى إعادة تقييم العلاقات الدبلوماسية بين الصومال وهذه الدول، وزيادة التوترات في المنطقة.
زيارة رئيس الوزراء الصومالي حمزة إلى العراق ولقائه بقادة الحرس الثوري الإيراني يكشفان عن تحركات استراتيجية تهدف إلى تعزيز العلاقات الدبلوماسية والعسكرية بين البلدين. هذه التحركات تحمل في طياتها تحديات وفرصاً جديدة للصومال، وسط مشهد إقليمي ودولي معقد.