قال الخبير في الشؤون الإيرانية، علي هاشم، إن فوز مسعود بزشكيان في الانتخابات الرئاسية الإيرانية هو أشبه بعملية قيصرية لحمل غير متوقع خارج الرحم. ومع ذلك، فإن الانتخابات بمرشحيها سعيد جليلي وبزشكيان، وقبلها المرحلة الأولى، أعادت بعض الروح إلى الحياة السياسية الإيرانية.
وأشار هاشم إلى أن هناك ملاحظات سريعة على فوز مسعود بزشكيان بالانتخابات الرئاسية. على الرغم من أن الفجوة بين النظام وقطاعات شعبية لم تردم بعد، فقد نجحت مؤسسة الحكم في إيجاد سبب للكثير من الممتنعين عن التصويت للمشاركة، مما رفع نسبة المشاركة إلى 50%، وهي الأعلى منذ انتخابات 2017 التي بلغت فيها النسبة فوق 70%.
خاتمي: مقاطعة الانتخابات الرئاسية دليل على “الاستياء العام” في إيران
وتابع هاشم بأن التيار الأصولي أصبح أمام حتمية مراجعة الانسجام بين شخصياته واتجاهاته المتعددة، حيث إن رفاهية القرب من مؤسسة الحكم لا تكفي لصناعة رئيس في ظروف انتخابية تشهد منافسة بهذا الشكل.
وأوضح هاشم أنه من غير المتوقع أن نرى تحولات سياسية ضخمة على المستوى الخارجي والإقليمي. ربما يساعد فوز بزشكيان وتولي شخصية جديدة وزارة الخارجية في تحسين الحوار مع أميركا والعلاقات مع الدول العربية.
وأضاف الخبير أن هناك تشابهًا كبيرًا بين سيناريو اليوم وسيناريو 2013 عندما فاز حسن روحاني، خاصة بعد الظروف الاستثنائية للانتخابات ورحيل الرئيس السابق إبراهيم رئيسي في حادث تحطم المروحية. وأكد أن بزشكيان سيكون أمامه مهمة صعبة لإثبات أنه ليس نسخة أخرى من روحاني، خاصة في علاقته مع المرشد الأعلى علي خامنئي.
وأوضح هاشم أن الحياة السياسية الإيرانية قادرة على تلقي الصدمات وإنتاج الصدمات، مشيرًا إلى الصدمات المتتالية التي شهدتها البلاد، من غياب الرئيس ووزير الخارجية السابق حسين أمير عبد اللهيان، إلى احتجاجات مهسا أميني وصعود إصلاحي للرئاسة من خارج السياق. وأكد على ضرورة توقع اللا متوقع في إيران.
كما أشار هاشم إلى أن الفجوة بين النظام وقطاعات واسعة من الشعب لم تردم بعد، وأن نسبة كبيرة من الإصلاحيين لم تشارك في الانتخابات، خاصة الشباب، بالإضافة إلى أن جزءًا من الأصوليين لم يجدوا خيارهم بين المرشحين.
وقال هاشم إن هناك مجموعة تعيش في فقاعتها تحت سقف الجمهورية الإسلامية لكن خارجها على كل المستويات، وهذه المجموعة فقدت الاهتمام بالمشاركة لعدم إيمانها بالنموذج أو لمعارضتها الكاملة له. وأكد أن النظام سيكون أمام مهمة صعبة لاستعادة اهتمام هذه الفئة، إن لم يكن ولاءها، خلال السنوات المقبلة في الطريق إلى انتخابات 2028.