أفادت شبكة من منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال البيئة في تقريرها الأخير أن مياه الشرب في أجزاء كبيرة من أوروبا ملوثة بـ”المواد الكيميائية القاتلة” ومواد كيميائية ضارة أخرى. المصدر الرئيسي لهذا التلوث هو المبيدات الحشرية والغازات الكيماوية المستخدمة في الثلاجات وأجهزة التبريد.
حذرت “شبكة العمل الأوروبية ضد المبيدات الحشرية” (PAN) في مايو الماضي من أن نسبة “المواد الكيميائية الخالدة” في مياه الأنهار والبحيرات وخزانات المياه الطبيعية في أوروبا قد وصلت إلى مستوى ينذر بالخطر.
تقرير المنظمة، الذي نُشر يوم الأربعاء 20 يوليو، يستند إلى أبحاث أخذ عينات واسعة النطاق أجريت في الأشهر الأخيرة في العديد من دول الاتحاد الأوروبي.
تشمل “المواد الكيميائية الخالدة” (PFAs) المركبات الكيميائية التي، بناءً على الأبحاث العلمية، تنتقل وتنتشر بسهولة عبر المياه وتستغرق قرونًا لتتحلل. هذه المواد تأتي من أدوات المطبخ غير اللاصقة، والغازات الكيماوية الخاصة بالثلاجات وأجهزة التبريد، والمبيدات الحشرية.
أظهرت الدراسة أن مياه الشرب في المنازل والمياه المعبأة ملوثة بهذه “المواد الكيميائية الخالدة” في جميع البلدان الـ11 التي أُخذت منها العينات. وأشار التقرير إلى أن الآثار السلبية المحتملة لهذه المواد، وخاصة حمض ثلاثي فلورو أسيتيك (TFA)، على صحة الإنسان لم تُبحث بشكل كافٍ.
أجريت الدراسة في مركز تكنولوجيا المياه في كارلسروه بألمانيا، وتبين أن 34 من أصل 36 عينة من مياه الشرب في أنابيب المدن الأوروبية وما لا يقل عن 12 من أصل 19 عينة من المياه المعبأة كانت ملوثة بالمواد الكيميائية الخالدة.
أظهرت النتائج أن نسبة التلوث بهذه المواد في مياه الشرب من الصنابير تراوحت من غير قابلة للاكتشاف إلى نحو 4100 نانوجرام لكل لتر، بمتوسط حوالي 740 نانوجرام لكل لتر. في المياه المعبأة، تراوحت النسبة من غير قابلة للاكتشاف إلى 3200 نانوجرام لكل لتر، بمتوسط حوالي 278 نانوجرام لكل لتر.
دعت “شبكة العمل الأوروبية ضد المبيدات” إلى اعتماد معيار أوروبي صحي يقضي بألا تتجاوز نسبة “المواد الكيميائية الخالدة” 2200 نانوجرام لكل لتر من الماء، وفقًا لخطة المعهد الوطني للصحة العامة في هولندا.
أظهر البحث أن نسبة التلوث تختلف بشكل كبير بين المدن والبلدان الأوروبية. فعلى سبيل المثال، تحتوي المياه المعبأة في السوق النمساوية على 4100 نانوجرام لكل لتر، بينما تحتوي مياه الشرب في المنازل في باريس على 2100 نانوجرام لكل لتر.
وبحسب القوانين الأوروبية الجديدة، يجب ألا يتجاوز حد تلوث مياه الشرب بالمواد الكيميائية الخالدة 500 نانوجرام لكل لتر بحلول عام 2026. تطالب “شبكة العمل الأوروبية لمكافحة المبيدات الحشرية” بإضافة حمض ثلاثي فلورو أسيتيك (TFA) إلى قائمة هذه المواد المحظورة.