حين قررت لاعبة كرة القدم الفرنسية، لينا بوساحه، ارتداء الحجاب خلال شهر رمضان عام 2022، كانت تدرك أن مسيرتها الكروية في بلادها ستنتهي.
وسمح الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) – الهيئة الحاكمة العالمية لكرة القدم – للنساء بارتداء الحجاب أثناء اللعب منذ عام 2014، في حين ظهرت أول لاعبة ترتدي الحجاب في كأس العالم للسيدات العام الماضي.
ورغم ردود الفعل العنيفة، فإن الاتحاد الفرنسي لكرة القدم يمنع جميع اللاعبين ذكورا كانوا أو إناث من ارتداء رموز دينية أو ملابس بارزة تشير إلى ذلك، مثل الحجاب، أثناء المباريات.
وتقول السلطات إن القاعدة، التي أيدتها المحكمة العليا الفرنسية، العام الماضي، تتفق مع القيم العلمانية الصارمة في البلاد.
وأدى حظر ارتداء الحجاب إلى تحطم آمال لاعبات فرنسيات في مواصلة مشوارهن الرياضي الاحترافي ودفع بعضهن إلى الاعتزال تماما، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”.
لكن بوساحه، الشغوفة بكرة القدم، أصرت على ارتداء الحجاب بشكل كامل حتى أثناء خوضها المباريات مما جعلها تبحث عن رحلة احترافية خارج فرنسا بعد أن لعبت لفريقي باريس سان جرمان وليل.
وقالت اللاعبة الفرنسية لصحيفة “نيويورك تايمز” إن “كرة القدم ليست مجرد لعبة بالنسبة لي. إنها جزء من روحي”.
ونشأت اللاعبة البالغة من العمر 25 عاما في واحدة من أفقر ضواحي العاصمة باريس، لأبوين من أصول جزائرية، وهي لاعبة محترفة منذ أن كانت بعمر الـ17.
لكن قراراها المفاجئ بارتداء الحجاب بانتظام يصطدم بلوائح فرنسا التي تمنع اللاعبات من اللعب به.
وكتبت بوساحه على “إنستغرام”: “ديني وسلامي الداخلي وروحانيتي أولوياتي، وتأتي هذه قبل ملذاتي الدنيوية مثل كرة القدم ومسيرتي المهنية كلاعبة محترفة. لا شيء يمنع القيام بكلا الأمرين، حتى لو كان الأمر معقدا (هنا في فرنسا)”.