قدم القضاء الإيراني قائمة للحكومة العراقية تضم نحو 120 من قادة وأعضاء أحزاب المعارضة الكردية المتمركزة في إقليم كردستان، مطالبًا بتسليمهم. أعلن كاظم غريب آبادي، نائب الشؤون الدولية في السلطة القضائية الإيرانية، في اجتماع المجلس القضائي لمقاطعة البرز في 23 يوليو، أن الأشخاص المدرجين في هذه القائمة وُصفوا بأنهم “إرهابيون”، مضيفًا أن محاكمتهم ستُعقد قريبًا.
استمرار الضغوط على الأحزاب الكردية
وفي تصريح لإذاعة فردا، تناول رضا الكعبي، الأمين العام لحزب العمال الكردستاني في كومله، هذه القضية، واصفًا الطلب الإيراني بأنه جزء من الضغوط وسياسات الحرب التي تمارسها الجمهورية الإسلامية ضد الأحزاب الكردية والشعب الكردي. ورفضت سلطات إقليم كردستان العراق التعليق على ذلك رغم محاولات الاتصال من إذاعة فردا.
الخلفية والمستجدات
تقع مكاتب ومقار العديد من الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة لجمهورية إيران الإسلامية في إقليم كردستان العراق. وبناءً على الاتفاقية الأمنية بين إيران والعراق، تم في العام الماضي إخلاء العديد من مقرات الأحزاب الكردية المعارضة في هذه المنطقة. ووفقًا لوزارة الخارجية الإيرانية، فقد التزم العراق في الاتفاق الموقع مع طهران بنزع سلاح جماعات المعارضة الكردية المتمركزة في إقليم كردستان، وإغلاق قواعدها وإعادتها إلى العراق قبل 28 سبتمبر 1402، مع نقلهم إلى معسكرات أخرى.
الاتفاق “الاستراتيجي” بين إيران وتركيا
أوضح سامي ريكاني، الناشط السياسي المستقل المقيم في إقليم كردستان العراق، أن الضغط الإيراني على بغداد وإقليم كردستان لطرد أو تسليم قيادات المعارضة الكردية يأتي كجزء من الاتفاق الاستراتيجي بين إيران وتركيا، الذي أبرم عام 2016 ويستمر حتى الآن. وأضاف ريكاني أن الاتفاق تعزز بشكل أكبر بعد الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق عام 2017، حيث توصلت إيران وتركيا إلى ضرورة مواجهة الجماعات الكردية بعيدًا عن نفوذ القوى الكبرى مثل أمريكا وروسيا.
استفتاء استقلال إقليم كردستان
أجرت حكومة إقليم كردستان العراق استفتاءً على الاستقلال في عام 2017، على الرغم من معارضة الحكومة المركزية في العراق وإيران وتركيا وحتى الولايات المتحدة. وأفادت لجنة انتخابات إقليم كردستان أن 92% من 3.3 مليون شخص شاركوا في الاستفتاء صوتوا لصالح الاستقلال عن العراق. وفي أعقاب الاستفتاء، تحركت القوات العسكرية العراقية نحو إقليم كردستان وسيطرت على المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، وعلى رأسها كركوك، من سيطرة قوات البيشمركة التابعة للإقليم.
الخلاصة
تستمر الضغوط الإيرانية على الأحزاب الكردية المتمركزة في إقليم كردستان العراق في إطار اتفاقات إقليمية وأمنية، بينما تواجه هذه الأحزاب تحديات كبيرة في ظل التوترات السياسية والعسكرية في المنطقة. يبقى مصير القادة والأعضاء المدرجين في القائمة الإيرانية غير مؤكد وسط ردود الفعل المحلية والدولية المتباينة.