رد مسؤولون أمنيون كبار على انتقادات طالت نساء في جهاز الخدمة السرية الأميركية بعد محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، أثناء تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا.
وجاء في بيان صادر عن وزير الأمن الداخلي، أليخاندرو مايوركاس، ومسؤولين أمنيين آخرين السبت: “في الأيام التي أعقبت محاولة اغتيال الرئيس السابق ترامب، أدلى بعض الأشخاص بتصريحات علنية تشكك في وجود نساء في إنفاذ القانون، بما في ذلك في جهاز الخدمة السرية”.
وقال البيان إن “هذه التصريحات باطلة ومهينة”.
وأشاد مايوركاس في البيان بالنساء “ذوات المهارات العالية والمدربات” اللواتي يعملن في مجال إنفاذ القانون في أنحاء البلاد ويجازفن “بحياتهن في الخطوط الأمامية من أجل سلامة الآخرين وأمنهم”. وكتب: “إنهن وطنيات وشجاعات ولا يفكرن بأنفسهن ويستاهلن امتنانا واحترامنا”.
وتابع البيان أن وزارة الأمن الداخلي ستواصل “بكل فخر… توظيف النساء والاحتفاظ بهن ورفعهن في صفوف إنفاذ القانون لدينا”.
وقبل أسبوع، أطلق مسلح النار خلال تجمع حاشد لترامب في بنسلفانيا، مما أدى إلى مقتل شخص من الحاضرين وإصابة اثنين آخرين. وأصيب الرئيس السابق الجمهوري في أذنه.
وهرعت العديد من نساء جهاز الخدمة السرية لحماية ترامب بأجسامهن مع سماع دوي الطلقات النارية.
لكنهن أصبحن، إلى جانب مديرة الجهاز، كيمبرلي تشيتل، عرضة لتدقيق مكثف عقب الهجوم.
ودعا رئيس مجلس النواب، الجمهوري مايك جونسون، مديرة الجهاز إلى الاستقالة، وطالب زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، الجمهوري ميتش ماكونيل، بقيادة جديدة.
وقال ماكونيل في منشور على منصة “أكس”: “كانت محاولة اغتيال الرئيس السابق ترامب الأسبوع الماضي هجوما خطيرا على الديمقراطية الأميركية. تستحق الأمة الإجابات والمساءلة. ستكون القيادة الجديدة في جهاز الخدمة السرية خطوة مهمة في هذا الاتجاه”.
واتهم البعض في اليمين الأميركي المحافظ الجهاز بممارسات تمييز في التوظيف، قالوا إنها كادت أن تودي بالرئيس السابق، وفق فرانس برس.
وكتب الناشط اليميني، مات والش، على “أكس”: “ينبغي ألا يكون هناك أي امرأة في جهاز الخدمة السرية. يفترض أن يكون هؤلاء العناصر من الأفضل على الإطلاق، وليست النساء من بين الأفضل لهذه الوظيفة”.
وألقي والش باللائمة في العديد من تلك الهجمات على سياسة “التنوع والمساواة والشمول” وممارسات التوظيف التي كثيرا ما ينتقدها بعض الجمهوريين باعتبارها تمييزا ضد البيض وخصوصا الرجال البيض.
وجاء في منشور آخر على حساب “ليبس” على تيك توك إن نتائج “التنوع والمساواة والشمول: مقتل أحد الأشخاص”.
ودافع جهاز الخدمة السرية عن نفسه من اتهامات مماثلة في السابق، وصرح متحدث لوسائل إعلام أميركية قبل أسابيع من محاولة الاغتيال أن عناصره “يلتزمون أعلى المعايير المهنية.. ولم تخفض الوكالة هذه المعايير في أي وقت من الأوقات”.
وتمثل تشيتل، التي رفضت دعوات إلى استقالتها، أمام الكونغرس في 22 يوليو لجلسة عن محاولة الاغتيال.
ووافق الجهاز على مراجعة مستقلة أمر بها الرئيس، جو بايدن.
ولا يؤيد جميع من هم في اليمين الانتقادات.
وقال كريس لاسيفيتا، كبير مستشاري ترامب لمراسلة شبكة “سي أن أن” الإخبارية كيت ساليفان “رأيت امرأتين- إحداهما تحمل مسدسا في يدها والأخرى تحيطه بجسمها”، على ما ذكرت الصحفية على “إكس”.
وأضافت نقلا عنه “هذه مجموعة من عناصر جهاز الخدمة السرية يعرضن حياتهن للخطر ويضعن أجسامهن بين الرئيس ترامب والرصاصات، وكل من يقول شيئا آخر بشأن هؤلاء الأشخاص الذين كانوا على المنصة، غبي”.