في ختام لقاء تاريخي عُقِد في العاصمة الصينية بكين، أعلنت الفصائل الفلسطينية اتفاقها على تحقيق “وحدة وطنية شاملة” تجمع كافة القوى الوطنية داخل إطار منظمة التحرير الفلسطينية، وذلك بهدف تشكيل حكومة وفاق وطني مؤقتة.
اللقاء جمع 14 فصيلاً فلسطينياً بدعوة رسمية من الصين واستمر على مدى يومين، حيث شهد مناقشات واسعة حول السبل الكفيلة بتحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام الداخلي الفلسطيني. وشملت الفصائل المشاركة في اللقاء كبرى الأحزاب والجماعات السياسية الفلسطينية، مثل حركتي فتح وحماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إضافة إلى عدد من الكيانات والتيارات الوطنية.
وفي بيان صادر عن الفصائل، أكدت الاتفاق على الالتزام بتشكيل حكومة وفاق وطني مؤقتة تعمل بموجب القوانين الفلسطينية، بهدف إدارة الأراضي الفلسطينية بشكل موحد، وتأسيس إطار للإدارة السياسية الفلسطينية الموحدة.
كما أشار البيان إلى تأكيد الفصائل على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال واستعادة حقوقه وأراضيه، والالتزام بقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بتحديد حق العودة وتقرير المصير للفلسطينيين.
علاوة على ذلك، توافقت الفصائل على آلية جماعية لتنفيذ بنود الاتفاق، مع التأكيد على أهمية دعم عائلات الشهداء والجرحى، ومحاربة الاستيطان والتوسع الاستيطاني، وإيصال المساعدات الإنسانية دون قيود إلى قطاع غزة والضفة الغربية المحاصرة.
اللقاء الفلسطيني في بكين يعتبر خطوة هامة نحو تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، بعد عقود من الانقسام والتشرذم الداخلي، ويمثل إشارة إيجابية نحو تحقيق الاستقلال الفلسطيني وتحقيق حل الدولتين على أساس حدود عام 1967، مع القدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية.
تجدر الإشارة إلى أن اللقاء يأتي في سياق جهود دولية متزايدة لدعم العملية السياسية الفلسطينية، وسط تفاقم التحديات الإقليمية والدولية التي تواجهها القضية الفلسطينية، ما يجعل تحقيق الوحدة الوطنية أمراً ضرورياً وملحاً لتعزيز الصمود والتصدي للتحديات الحالية والمستقبلي