في السادس عشر من يونيو 2024، قامت جماعة الجبهة الوطنية لتحرير النيجر، التي كانت في البداية معارضة للرئيس المخلوع محمد بازوم، بمهاجمة مشروع نفطي صيني في النيجر، مما أدى إلى تصعيد كبير في الصراع.
ويعتبر هذا الهجوم بمثابة تحذير للمجلس العسكري الحاكم في النيجر، ويهدد بتصعيد النزاع إلى هجمات أوسع على مشروع خط أنابيب النفط الذي ينقل الخام إلى بنين المجاورة.
الجبهة الوطنية لتحرير النيجر، التي تأسست في عام 2021، تطالب بشكل رئيسي بإطلاق سراح الرئيس السابق محمد بازوم واستعادة الديمقراطية في البلاد. كما طالبت الجماعة بإلغاء قرض صيني بقيمة 400 مليون دولار كانت الحكومة العسكرية قد حصلت عليه.
النيجر وبوركينا فاسو ومالي تعلن تحالفها ضمن كونفدرالية دول الساحل
الحركات الأزوادية تعلن إسقاط 3 طائرات مقاتلة ومروحية للجيش المالي
النيجر تتوعد بنين بعد “نشر قوات ومرتزقة” على أراضيها
تم تطوير خط الأنابيب الذي يبلغ طوله نحو 2000 كيلومتر، والذي يمتد إلى ميناء كوتونو، بالشراكة بين شركة البترول الوطنية الصينية (CNPC) وشركة WAPCO التابعة لها. كان من المتوقع أن يكون المشروع مصدرًا مهمًا للدخل لكل من النيجر والصين، ولكن الهجمات الأخيرة قد تهدد مستقبله.
أدان المجلس العسكري في النيجر الهجوم، واصفًا إياه بـ “العمل الإرهابي” الذي نفذه “أفراد خبثاء”. وأكد المجلس أن الهجوم على حقل أغاديم النفطي في 12 يونيو أسفر عن مقتل ستة ضباط عسكريين نيجريين، مما أثار قلق الشركات الصينية في البلاد، ودفعها إلى تعليق أنشطتها في 24 يوليو.
قبل هذا الهجوم، كانت الجبهة الوطنية لتحرير النيجر قد أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم على موقع عسكري في سيغودين، مما أسفر عن مقتل العديد من الجنود وتدمير المعدات العسكرية. كما نصب مقاتلو الجماعة كمينًا لجنود نيجريين كانوا يرافقون عمال مناجم الذهب على طريق أرليت-تاباركات في فبراير 2024، حيث تباينت الادعاءات بشأن الخسائر.
الجبهة الوطنية لتحرير النيجر، التي أسسها محمود صلاح من جماعة مسلحة من التبو النيجريين، كانت في البداية تقاتل ضد الرئيس السابق بازوم لكنها تحولت الآن نحو محاربة المجلس العسكري الحالي. تنشط الجماعة بشكل مكثف على وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتيك توك، حيث تنشر الدعاية والبيانات الصحفية.
الهجوم الأخير قد زاد من توتر العلاقات بين النيجر وبنين، حيث اتهمت السلطات النيجيرية بنين بإيواء أعداء النيجر بهدف زعزعة استقرارها بعد انتقال القوات الفرنسية من النيجر إلى بنين.
على الرغم من ذلك، تؤكد الجبهة الوطنية لتحرير النيجر أنها لا تتلقى دعمًا أجنبيًا أو رعاية فرنسية، مشددة على أن هدفها هو استعادة الديمقراطية في النيجر. وقد تعهدت بمواصلة مهاجمة المواقع العسكرية وحقول النفط حتى تحقيق أهدافها.