ثلث الأوكرانيين مستعدون للتنازل عن الأراضي مقابل السلام، أظهر استطلاع رأي حديث أجراه معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع أن ما يقرب من ثلث الأوكرانيين مستعدون لتقديم تنازلات إقليمية لروسيا إذا كان هذا من شأنه أن يؤدي إلى إنهاء الحرب بسرعة والحفاظ على استقلال بلادهم. ومع ذلك، فإن أكثر من نصف السكان يرفضون فكرة التنازل عن الأراضي مقابل السلام.
هذا الاستطلاع يعكس تحولا ملحوظا في المواقف تجاه النزاع المستمر. فقد ظل عدد الأوكرانيين المستعدين للتنازلات الإقليمية عند مستويات منخفضة، تصل إلى 10% أو أقل، حتى مايو/أيار 2023.
لكن مع تزايد الأخبار السيئة من جبهة القتال، بما في ذلك فشل الهجوم الربيعي والصيفي العام الماضي، ارتفعت نسبة المستعدين للتنازلات بشكل مطرد لتصل إلى 32% حالياً.
على الرغم من هذه الزيادة، لا يزال الشعور العام بالإرهاق والتعب من الحرب مستمراً، ولا يتوقع أن يتراجع قريباً، خصوصاً في ظل استمرار تقدم القوات الروسية على طول خط المواجهة الذي يمتد نحو 1200 كيلومتر، وخاصة في قطاع دونيتسك الاستراتيجي. وقد جاء هذا التقدم بتكلفة هائلة من الأرواح على الجانبين، دون تحقيق اختراقات استراتيجية كبيرة.
حتى إذا كانت الأغلبية من الأوكرانيين على استعداد للتخلي عن بعض الأراضي مقابل السلام، فإن خطة السلام ذات المصداقية تظل غير واضحة.
أوكرانيا لم تتخلَ رسمياً عن خطتها لتشكيل تحالف عالمي من الدول للضغط على روسيا لإنهاء عدوانها والانسحاب من جميع الأراضي الأوكرانية التي احتلتها بشكل غير قانوني منذ عام 2014. ولكن يبدو أن تحقيق هذا الهدف يواجه صعوبات كبيرة، ما يجعل احتمال التوصل إلى تسوية سلمية معقداً.
تظل الرؤية نحو تحقيق السلام معقدة، وتواجه تحديات كبيرة تتعلق بكيفية تنفيذ أي اتفاق محتمل. في الوقت نفسه، تبقى المسألة الجوهرية هي كيفية التعامل مع المطالب الأوكرانية بالسيادة والاستقلال ضمن أي تسوية سلمية قد تُطرح في المستقبل.