أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، لغاء اتفاق الإقرار بالذنب الذي تم التوصل إليه مع خالد شيخ محمد، العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر/أيلول، وذلك بعد يومين فقط من الكشف عن الاتفاق الذي كان من شأنه إزالة عقوبة الإعدام عن الطاولة.
التفاصيل التي ظهرت يوم الأربعاء بشأن الاتفاقات المبرمة مع محمد واثنين من شركائه المزعومين كانت تشير إلى احتمال حل القضايا العالقة منذ فترة طويلة، ولكنها أثارت غضب بعض أقارب ضحايا الهجمات وواجهت انتقادات من سياسيين جمهوريين بارزين.
في مذكرة وجهها أوستن إلى سوزان إسكالييه، المشرفة على القضية، قال: “قررت أن مسؤولية اتخاذ قرار بشأن اتفاقيات ما قبل المحاكمة يجب أن تقع على عاتقي نظرًا لأهمية هذه القرارات”. وأضاف في المذكرة: “أعلن انسحابي من الاتفاقيات الثلاثة التي قمت بتوقيعها في 31 يوليو 2024”.
ظل المتهمون في هجمات 11 سبتمبر، بمن فيهم خالد شيخ محمد، عالقين في مرحلة المناورات التمهيدية قبل المحاكمة لسنوات، بينما ظلوا محتجزين في قاعدة غوانتانامو العسكرية في كوبا.
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز هذا الأسبوع أن محمد ووليد بن عطاش ومصطفى الهوساوي وافقوا على الاعتراف بالذنب في تهم التآمر مقابل أحكام بالسجن مدى الحياة، بدلاً من مواجهة محاكمة قد تؤدي إلى الإعدام. وقد ركز الجدل القانوني المحيط بالقضايا على إمكانية محاكمة المتهمين بشكل عادل بعد تعرضهم للتعذيب على يد وكالة المخابرات المركزية في السنوات التي تلت هجمات 11 سبتمبر.
وكانت الاتفاقيات المبرمة تهدف إلى تجنب هذه القضية الشائكة، لكنها قوبلت بانتقادات حادة من معارضي إدارة الرئيس جو بايدن. وصف النائب الجمهوري مايك روجرز الاتفاقيات بأنها “غير عادلة”، وقال رئيس مجلس النواب مايك جونسون إنها كانت “صفعة على الوجه” لعائلات حوالي ثلاثة آلاف شخص قُتلوا في الهجمات. كما وصف جيه دي فانس، المرشح الرئاسي الجمهوري، الاتفاقيات بأنها “صفقة لطيفة مع إرهابيي 11 سبتمبر”، مؤكدًا أن الولايات المتحدة بحاجة إلى رئيس يتخذ إجراءات ضد الإرهابيين بدلاً من التفاوض معهم.
يُذكر أن محمد كان يعتبر من أبرز مساعدي زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وتم القبض عليه في مارس 2003 في باكستان، حيث أمضى ثلاث سنوات في سجون سرية تابعة لوكالة المخابرات المركزية قبل نقله إلى غوانتانامو في عام 2006. وقد قاد سلسلة من المؤامرات الكبرى ضد الولايات المتحدة.
أما بن عطاش، وهو سعودي من أصل يمني، فقد درب اثنين من الخاطفين الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر، واعتُبر مسؤولاً عن شراء المتفجرات وتجنيد أعضاء الفريق الذي نفذ الهجوم على المدمرة الأمريكية كول. تم القبض عليه في باكستان بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001، واحتُجز في سجون سرية قبل نقله إلى غوانتانامو.
يُعتقد أن الهوساوي كان مسؤولاً عن إدارة تمويل هجمات 11 سبتمبر، واحتُجز في سجون سرية قبل نقله إلى غوانتانامو في عام 2006.
تستخدم الولايات المتحدة معتقل غوانتانامو، وهو قاعدة بحرية معزولة، لاحتجاز المتشددين الموقوفين خلال “الحرب على الإرهاب” التي تلت هجمات 11 سبتمبر، في محاولة لمنع المتهمين من التذرع بحقوقهم بموجب القانون الأمريكي. كان المعتقل يضم نحو 800 سجين في ذروته، ولكن العدد تقلص ببطء منذ ذلك الحين. وقد تعهد بايدن، قبل انتخابه، بمحاولة إغلاق المعتقل، لكنه لا يزال مفتوحًا حتى الآن.