في حادثة مروعة، هاجم حشد من مليشيات جماعة الإخوان المسلمين معبد شيتاجونج نافاجراها الهندوسي، الذي يُعتبر ثاني أكبر معبد في بنغلاديش، بعد الإطاحة برئيس الوزراء الشيخة حسينة. الحادث وقع في مدينة شيتاجونج، وأسفر عن أضرار بالغة في المعبد واعتداءات على المجتمع الهندوسي المحلي.
بدأ الهجوم برشق الهندوس المحليين بالحجارة، مما تسبب في إصابات لبعض الأشخاص. بعد ذلك، أضرم المهاجمون النار في المعبد، مما أدى إلى احتراق أجزاء كبيرة من المبنى وتدمير معالمه التاريخية.
الضرر والتأثير:
تدمير المعبد لا يمثل فقط خسارة مادية بل يعتبر أيضاً هجوماً على الهوية الثقافية والدينية للأقلية الهندوسية في المنطقة. فقد المجتمع الهندوسي المحلي أحد أهم معابده، مما أثار صدمة كبيرة.
الأضرار شملت تدمير أجزاء من المبنى والآثار المقدسة، بالإضافة إلى إصابات في صفوف المجتمع المحلي.
الخلفية والدوافع:
المهاجمون ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، وهي مجموعة معروفة بأيديولوجيتها المتشددة ومعارضتها للأقليات الدينية.
يُعتقد أن هناك دوافع تاريخية وراء الهجوم، حيث يسعى الإسلاميون إلى تكرار المذبحة الهندوسية التي وقعت في عام 1971 خلال حرب الاستقلال البنغالية، والتي أسفرت عن معاناة كبيرة للمجتمع الهندوسي في بنغلاديش.
السياق السياسي:
الإجراءات الحكومية: في يوليو الماضي، حظرت حكومة الشيخة حسينة الجماعة الإسلامية المتطرفة المرتبطة بباكستان وذراعها الطلابي “شارتا شبير” باعتبارهما منظمتين إرهابيتين بموجب المادة 18/1 من قانون مكافحة الإرهاب لعام 2009.
وقررت مجموعة من 14 حزبًا بقيادة حزب رابطة عوامي في بنغلاديش، حظر حزب الجماعة الإسلامية، ذراع الإخوان، متهمة إياه بـ “زعزعة استقرار البلاد بالتخريب والفوضى” خلال احتجاجات المحاصصة العامة.
التهديدات والأوضاع الأمنية:
وشهدت بنغلاديش تهديدات متزايدة من الجماعات المتطرفة، بما في ذلك جماعة الإسلام وجماعات أصولية دينية أخرى. وتشارك بلدان مختلفة من الشرق الأوسط في تمويل هذه العناصر والمنظمات المتطرفة لتدمير العلمانية.
الدور السابق لجماعة الإسلام: خلال فترة حكم الائتلاف بين الحزب الوطني البنغلاديشي وجماعة الإسلام (2001-2006)، شهدت بنغلاديش نمواً سريعاً للإرهاب، وتمكن تحالف الحزب الوطني البنغلاديشي وجماعة الإسلام من تسهيل الاضطهاد للأقليات، مما أجبر أكثر من ربع مليون هندوسي على مغادرة البلاد.
التحليل الدولي والمحلي:
يُظهر التقرير أن جماعة الإسلام السياسي ليست مجرد ظاهرة إقليمية بل لاعب دولي مهم، حيث يرتبطون بالمنظمات الجهادية التي تتخذ من الغرب مقراً لها.
وتشير التقارير إلى الحاجة الملحة لمراقبة واحتواء التهديد الإسلامي المتزايد في البلاد، مع ضرورة تعزيز الإجراءات الأمنية لحماية الأقليات الدينية والحد من العنف.
وقال الصحفي التركي أوزي بولوت في مقال بحثي له لصالح معهد جيتستون للأبحاث إن جماعة الإسلام، الحزب السياسي المتمركز في بنغلاديش والذي يتبنى أيديولوجية دينية متطرفة والمسؤول عن التشدد والإبادة الجماعية، لا يشكل تهديدًا لبنغلاديش فحسب، بل وأيضًا لدول أخرى بما في ذلك الغرب.
ولفت إلى أن أيديولوجية الجماعة الإسلام في بنغلاديش وجماعة الإخوان المسلمين في مصر “متطابقة تماماً”.
وأضاف تمامًا مثل جماعة الإخوان المسلمين، فإن الجماعة الإسلامية في بنغلاديش لها أصلها الأيديولوجي من فكر وفلسفة الزعيم النظري الإسلامي أبو الأعلى المودودي الذي اعتبرت آراؤه دائمًا مثيرة للجدل.
يذكر أنه خلال حرب استقلال بنغلاديش، حظرت الحكومة الأولى برئاسة الشيخ مجيب الرحمن جماعة الإسلام لدورها في معارضة استقلال البلاد والتعاون مع قوات الاحتلال الباكستانية. وفي وقت لاحق، بعد اغتيال الشيخ مجيب الرحمن، رفع الدكتاتور العسكري الجنرال ضياء الرحمن الحظر، مما مكن جماعة الإسلام من استئناف أنشطتها في البلاد.
تأسست الجماعة الإسلامية على يد معجزة الإخوان المسلمين السيد أبو الأعلى المودودي بأجندة سيئة السمعة تتمثل في الفتح الإسلامي و”جمع العالم تحت راية الإسلام”. قبل بضع سنوات، وصفت المحاكم الجنائية الدولية في بنغلاديش دور الجماعة الإسلامية أثناء حرب الاستقلال في عام 1971 بأنه مجموعة نشطة من قوات الاحتلال الباكستانية.
ولعبت الجماعة الإسلامية دورًا حيويًا في تشكيل القوات المساعدة للجيش الباكستاني، مثل رازاكار، والبدر، والشمس، ولجنة السلام، التي شاركت بنشاط في الفظائع ضد المقاتلين من أجل الحرية البنغاليين، وخاصة الهندوس. وقُتِل مئات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال الهندوس على يد الجماعة الإسلامية وقواتها، بينما تعرضت عدد كبير من الفتيات والنساء الهندوسيات للاغتصاب.