حذر الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، من المخاطر البيئية الناتجة عن تلوث مياه نهر النيل إثر السيول التي ضربت مدينة أبو حمد بولاية نهر النيل، والتي تعد واحدة من أكبر المناطق التعدينية لاستخراج الذهب في السودان، وتقع على بعد 500 كم جنوب أسوان.
شهدت مناطق متعددة في السودان، بما في ذلك أبو حمد، في مساء يوم 6 أغسطس 2024، أمطارًا غزيرة استمرت لأكثر من عشر ساعات متواصلة. وقد أدت هذه الأمطار إلى حدوث سيول مدمرة في المدينة، مما تسبب في انهيار آلاف المنازل، وأوقع العشرات من القتلى والجرحى.
تعتبر منطقة أبو حمد من أبرز مواقع التعدين في السودان لاستخراج الذهب، وتسببت السيول في جرف كميات كبيرة من مخلفات المناجم، بما في ذلك العناصر الثقيلة مثل الرصاص والزنك والكبريت، بالإضافة إلى السيانيد المستخدم في فصل الذهب. هذا الجرف يؤدي إلى تلوث خطير للمياه الجوفية القريبة من السطح، مما يزيد من المخاطر البيئية والصحية في المنطقة.
في ظل هذه الأوضاع، دعا الدكتور شراقي الحكومات والشعوب العربية إلى تقديم الدعم والمساعدة للشعب السوداني الذي يعاني من تداعيات الحرب الأهلية المستمرة منذ قرابة السابع عشر شهرًا، فضلاً عن الظروف المناخية القاسية التي تفاقم من معاناتهم.