اتهمت وزارة الصحة بولاية شمال دارفور، الواقعة في غرب السودان، قوات الدعم السريع بالتسبب في وفاة تسع نساء حوامل في منطقة كفوت التابعة لمحلية ريفي الفاشر، وذلك بسبب منعهن من الوصول إلى الفاشر لتلقي خدمات الولادة الصحية الآمنة خلال الأسبوع الماضي.
وتواجه قوات الدعم السريع، التي تقاتل الجيش السوداني منذ منتصف أبريل 2023، اتهامات متعددة بارتكاب انتهاكات خطيرة بحق المدنيين في عدة ولايات سودانية.
وفي تصريح صحفي اليوم الأربعاء، قال المدير العام لوزارة الصحة بشمال دارفور، الدكتور إبراهيم عبد الله خاطر، إن الوزارة تلقت تقارير مستمرة من مستشفيات ومراكز صحية ريفية تُفيد بأن عناصر الدعم السريع قد منعت كبار السن والنساء الحوامل والأطفال من الوصول إلى الفاشر لتلقي العلاج. كما قامت بقطع الطرق لمنع وصول المساعدات الإنسانية والسلع الغذائية والأدوية، مما ينذر بخطر تفشي أمراض سوء التغذية والأمراض الوبائية المرتبطة بنقص الغذاء.
وأضاف خاطر أن قوات الدعم السريع أصبحت تمثل العدو الأول لسكان ولاية شمال دارفور. وناشد المنظمات الدولية والإنسانية والعدلية وأبناء دارفور في كافة أنحاء العالم بضرورة أخذ تصرفات الدعم السريع تجاه المدنيين بجدية والعمل على وضع حد لها، لتفادي تفاقم الأوضاع.
وفيما يخص الوضع الوبائي، قال د. خاطر إن التقارير التي تشير إلى ظهور الكوليرا وأمراض سوء التغذية في معسكر زمزم جنوب الفاشر بسبب تفشي الجوع، قد تمت متابعتها ميدانياً. وأكد استمرار تقديم الخدمات العلاجية عبر المراكز الصحية الخمسة والمستشفى المؤقت في المعسكر، مما ساهم في استقرار الأوضاع الصحية للنازحين.
وأشار إلى أن هذه المرافق الصحية لم تسجل أي حالات مرضية وبائية أو غير وبائية مؤخراً. وأكد أيضاً على توفر الأدوية والأغذية العلاجية للأطفال الرضع والحوامل والمرضعات التي تقدمها منظمة اليونيسف عبر مركز علاج سوء التغذية في المعسكر.
وأوضح أن الوزارة أجرت مسحاً لمقارنة الوضع التغذوي للحالات الحالية في المعسكر مع الحالات المسجلة العام الماضي، مشيراً إلى أن نتائج المسح لم تظهر فرقاً كبيراً، مما يدل على عدم وجود فجوة غذائية كبيرة كما يتم الترويج لها حالياً. ومع ذلك، أكد د. خاطر أن جميع سكان الولاية لا يزالون بحاجة إلى الغذاء والدواء والماء.