في ثاني اتصال هاتفي له مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان خلال أقل من عشرة أيام، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تجنب تصعيد التوتر العسكري في الشرق الأوسط. في المقابل، أكدت إيران أنها سترد على اغتيال إسماعيل هنية في طهران “في الوقت المناسب”.
وقال قصر الإليزيه إن ماكرون شدد على ضرورة اتخاذ كل الإجراءات الممكنة لمنع تفاقم الوضع، مطالبًا إيران بممارسة أقصى درجات ضبط النفس من قبل “العوامل المزعزعة للاستقرار” التي تدعمها.
وبعد الهجوم الصاروخي على مرتفعات الجولان الذي أسفر عن مقتل اثني عشر طفلاً ومراهقًا، طلب ماكرون من الرئيس الإيراني تجنب دعم “العوامل المزعزعة للاستقرار” والمساعدة في منع تصعيد التوتر بين إسرائيل ولبنان. هذا الهجوم، الذي حمّلته إسرائيل لحزب الله، أدى إلى زيادة الهجمات الإسرائيلية على لبنان.
من جهة أخرى، وعد المسؤولون الإيرانيون برد عسكري على إسرائيل عقب حادثين بارزين الأسبوع الماضي، هما مقتل فؤاد شكار، قائد حزب الله، في هجوم إسرائيلي على بيروت، واغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في طهران.
اتهم مسعود بزشكيان، المسؤول الإيراني، إسرائيل بارتكاب “أعمال إجرامية وإرهابية” ضد الشعب الفلسطيني، مشددًا على أن إيران تحتفظ بحق الرد على هذه التصرفات.
في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي، وصف القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني، علي باقري كني، الرد على اغتيال هنية بأنه “حق أصيل” للجمهورية الإسلامية، مؤكدًا أن العمل الانتقامي سيأتي “في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة”.
التهديدات الإيرانية بعمل عسكري ضد إسرائيل أثارت قلقًا بشأن احتمال اندلاع حرب إقليمية. في رد فعل على تصاعد التوترات، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل مستعدة “في المجالات الدفاعية والهجومية”، داعيًا المواطنين إلى التحلي بالصبر والهدوء، مع وعد بالاستمرار في الدفاع عن البلاد.
في تطور دبلوماسي، أعلنت الولايات المتحدة عن جهود مكثفة لمنع المزيد من التصعيد. في تصريح يوم الثلاثاء، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن واشنطن أبلغت إيران وإسرائيل بعدم الحاجة لتوسيع الحرب. وأضاف بلينكن أن المسؤولين الأمريكيين كانوا على اتصال مستمر مع حلفاء وشركاء واشنطن في الشرق الأوسط، مؤكدًا أن هناك توافقًا في المنطقة على ضرورة تجنب توسيع الصراع.