تواجه مدينة الغردقة، الوجهة السياحية الشهيرة على ساحل البحر الأحمر، أزمة مياه حادة منذ أكثر من 40 يومًا، حيث يعاني سكان المدينة من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب.
تفاقمت الأزمة نتيجة أعطال متكررة في خط مياه الكريمات الرئيسي المغذي للمدينة، مما أدى إلى انقطاع المياه عن العديد من المناطق بشكل متكرر ولفترة طويلة. يشكو السكان من وصول المياه إلى منازلهم مرة واحدة كل ثمانية أيام أو أكثر، في حين تعاني بعض المناطق من انقطاع تام للمياه لأكثر من عشرة أيام.
هذا النقص الحاد في المياه أثر بشكل كبير على حياة السكان اليومية، حيث يعانون من الصعوبة في تأمين المياه اللازمة للشرب والنظافة الشخصية. كما أدى إلى ارتفاع أسعار المياه في السوق السوداء بشكل كبير، حيث وصل سعر طن المياه إلى أكثر من 300 جنيه مصري، مما زاد من الأعباء المالية على المواطنين، خاصة ذوي الدخل المحدود.
وتفاقمت الأزمة مع ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة، حيث تصل إلى 45 درجة مئوية، مما زاد من الحاجة إلى المياه. يعاني السكان من عدم القدرة على الاستحمام أو استخدام المرافق الصحية بشكل طبيعي، مما يشكل تهديدًا صحيًا كبيرًا.
الجدير بالذكر أن بعض السكان يشيرون إلى أن الأعطال المتكررة في خط المياه الرئيسية تحدث بشكل متعمد في نفس التوقيت كل عام، مما يثير الشكوك حول وجود نوايا خفية وراء هذه الأزمة.
أثار هذا الوضع حالة من الاستياء والغضب بين السكان، الذين يطالبون المسئولين بسرعة التدخل لحل هذه الأزمة، وتوفير المياه الصالحة للشرب بشكل مستمر. كما يطالبون بتحقيق شفاف في أسباب هذه الأعطال المتكررة، واتخاذ الإجراءات القانونية ضد المتسببين فيها.
وتأتي هذه الأزمة في الوقت الذي تشهد فيه مدينة الغردقة ازدهارًا سياحيًا، مما يزيد من الضغط على البنية التحتية للمياه. وتطرح هذه الأزمة تساؤلات حول مدى كفاءة إدارة الموارد المائية في المدينة، وكيفية التعامل مع مثل هذه الأزمات في المستقبل.
إن استمرار هذه الأزمة يهدد سمعة الغردقة كوجهة سياحية، ويؤثر سلبًا على اقتصاد المدينة، ويحمل في طياته مخاطر صحية كبيرة لسكانها.