أصدرت مؤسسة فيتش سوليوشنز تقريرًا جديدًا تتوقع فيه تراجعًا طفيفًا في قيمة الجنيه المصري مقابل الدولار الأمريكي خلال عام 2025، حيث من المتوقع أن يصل سعر الصرف إلى 49.67 جنيه للدولار بحلول نهاية العام. يأتي هذا التوقع وسط مجموعة من التحديات الاقتصادية التي تواجهها مصر، بما في ذلك العجز التجاري المتزايد وارتفاع تكاليف خدمة الديون.
السيناريو المتفائل
رسمت فيتش سيناريوهات متعددة لتطور سعر الصرف، ففي السيناريو المتفائل، والذي يعتمد على تهدئة التوترات الإقليمية وعودة الاستقرار، تتوقع المؤسسة أن يتعزز الجنيه المصري ويستقر في نطاق ضيق يتراوح بين 46.50 و48.50 جنيه للدولار. ويعزى ذلك إلى عودة تدفقات السياحة وزيادة إيرادات قناة السويس.
السيناريو المتشائم
أما في السيناريو المتشائم، والذي يعتمد على استمرار التوترات الإقليمية وزيادة حدة الصراعات، تتوقع فيتش أن يتراجع الجنيه المصري بشكل أكبر، ليصل إلى 55 جنيهًا للدولار. ويعود ذلك إلى خروج الاستثمارات الأجنبية، وتراجع الاحتياطيات النقدية، وزيادة الطلب على الدولار.
أسباب التذبذب
أرجعت فيتش التذبذب المتوقع في سعر الصرف إلى عدة عوامل، منها:
العجز التجاري: يعاني الاقتصاد المصري من عجز تجاري كبير، مما يزيد من الطلب على الدولار.
خدمة الديون: تتحمل مصر أعباء مالية كبيرة نتيجة لسداد فوائد الديون الخارجية.
التوترات الإقليمية: تؤثر التوترات الجارية في المنطقة على تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر وإيرادات السياحة وقناة السويس.
سياسة البنك المركزي: تتأثر قيمة الجنيه المصري بشكل كبير بسياسات البنك المركزي، خاصة فيما يتعلق بسعر الفائدة وسوق الصرف.
تأثير تحرير سعر الصرف
تجدر الإشارة إلى أن البنك المركزي المصري قام في مارس الماضي بتحرير سعر الصرف، مما أدى إلى ارتفاع قيمة الدولار بشكل كبير. وتهدف هذه الخطوة إلى القضاء على السوق السوداء وتحقيق الاستقرار في سوق الصرف على المدى الطويل.
الخلاصة
تشير توقعات فيتش إلى أن سعر الصرف المصري سيشهد مزيدًا من التذبذب خلال العام المقبل، وذلك بناءً على التطورات الاقتصادية والإقليمية. وتؤكد هذه التوقعات على أهمية اتخاذ الحكومة المصرية للإجراءات اللازمة لتعزيز الاقتصاد وتقليل الاعتماد على الاستيراد.