أعلنت حكومة ولاية القضارف في السودان عن توصلها إلى اتفاق مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لإنشاء ثلاثة مخيمات في بلدة القلابات الحدودية، وذلك لاستقبال اللاجئين السودانيين العائدين من إثيوبيا. يأتي هذا الاتفاق في ظل تصاعد الأزمات الإنسانية والأمنية التي تواجهها منطقة أمهرة الإثيوبية، مما دفع مئات اللاجئين السودانيين للعودة إلى وطنهم سيرًا على الأقدام.
الوضع الميداني للاجئين
يواصل مئات اللاجئين السودانيين السير على الأقدام من غابة أولولا في إقليم أمهرة الإثيوبي نحو السودان لليوم الرابع على التوالي، رغم الأمطار الغزيرة. ومن المتوقع أن يصلوا إلى الحدود السودانية خلال الأيام المقبلة. وقد صرح اللاجئ السوداني محمد محمدين لراديو دبنقا بأنه وأفراد مجموعته وصلوا إلى منطقة شهدي على بُعد حوالي 35 كيلومترًا من الحدود السودانية بعد مسافة شاقة تحت الأمطار الغزيرة.
أوضح محمدين أن اللاجئين تعرضوا لمشاكل كبيرة تشمل الأمن والغذاء والصحة، وقد تم رفض عرض مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لنقلهم إلى مخيم أفيتيت الجديد بسبب الوضع الأمني المتدهور في منطقة أمهرة. أشار اللاجئ التجاني إبراهيم إلى أن اللاجئين يواجهون تحديات جسيمة، منها نقص المواد الغذائية والأدوية، مما أدى إلى تفشي الأمراض.
ردود الفعل الدولية والمحلية
أفادت لجنة تنسيق اللاجئين السودانيين في إثيوبيا أن أكثر من 2400 لاجئ قد غادروا غابة أولولا صباح الخميس باتجاه السودان بسبب انعدام الأمن والغذاء. من جهة أخرى، أفادت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن عدد اللاجئين الذين يتوجهون إلى السودان يقترب من 800. وأكدت أن الوضع الأمني السائد في السودان قد أثر على قدرتها على تسهيل العودة بشكل مباشر، لكنها أكدت أنها توفر خدمات الإسعاف في حالات الطوارئ بالتعاون مع السلطات الإثيوبية.
إنشاء مخيمات جديدة في القضارف
في ظل هذه الأوضاع، أعلنت حكومة ولاية القضارف عن اتفاق مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لإنشاء ثلاثة مخيمات جديدة في بلدة القلابات الحدودية. يأتي هذا الإجراء في إطار الجهود المبذولة لدعم اللاجئين السودانيين العائدين وتوفير المأوى والغذاء عبر منظمات مختلفة. وأكد والي القضارف، اللواء المتقاعد محمد حسن، خلال لقائه مع وفد من مفوضية اللاجئين ومفوضية اللاجئين السودانية، على أهمية التدخل السريع من قبل المنظمات لدعم اللاجئين وتلبية احتياجاتهم الأساسية.
تظل الأوضاع الإنسانية في منطقة أمهرة الإثيوبية وتداعياتها على اللاجئين السودانيين قضية ملحة، حيث يتطلب الوضع استجابة عاجلة من المجتمع الدولي والمحلي لتوفير الحماية والدعم اللازم للنازحين. تجسد هذه الأحداث أهمية التنسيق الدولي والمحلي في مواجهة الأزمات الإنسانية وتحقيق الاستجابة الفعالة لتلبية احتياجات المتضررين.