في ظل الانشغال الدولي بالأزمات المتصاعدة في مناطق أخرى من العالم، يستعيد تنظيم داعش الإرهابي زخم قوته في صحراء الشام السورية في ظل الصراع في غزة والتوترات بين إيران وإسرائيل.
وفقًا لتقرير حصري نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، يسعى التنظيم المتطرف لإحياء طموحاته القديمة في إقامة خلافة إسلامية، ويقوم حاليًا بإعادة بناء قواته وتدريبها في المناطق الصحراوية.
إعادة بناء قوات داع
يظهر من المعلومات الحصرية أن تنظيم داعش، الذي كان قد خسر السيطرة على أراضٍ واسعة في سوريا والعراق، يقوم حاليًا بعمليات إعادة بناء منظمة لقواته في صحراء الشام. وفقًا لمسؤولين أمريكيين وقوات سوريا الديمقراطية، يقوم التنظيم بتدريب عناصر جديدة والتخطيط لهجمات منسقة.
قالت روهلات عفرين، القائدة المشتركة لقوات سوريا الديمقراطية وعضو القيادة العامة لوحدات حماية المرأة، لصحيفة وول ستريت جورنال: “كان هذا العام هو أسوأ عام منذ هزيمة داعش”. وأكدت أن التنظيم لا يزال نشطًا ويحاول النهوض من جديد مهما كانت التحديات.
تغييرات في أساليب العمليات
بخلاف تكتيكاته السابقة التي اعتمدت على التقدم باستخدام الدبابات والمركبات المسلحة، يعمل داعش الآن في خلايا أصغر مسلحة بالبنادق والفخاخ المتفجرة. ضابط من القوات الخاصة الأمريكية في سوريا أشار إلى أن هناك حركة ملحوظة للأسلحة والمعدات، مما يعكس استعادة التنظيم لنشاطه العسكري.
تصاعد الهجمات وتكتيكات التنظيم
شهد هذا العام زيادة ملحوظة في عدد هجمات داعش في سوريا والعراق، بما في ذلك الهجمات بالسيارات المفخخة والهجمات على نقاط التفتيش، ومحاولات تحرير السجناء. يُحتجز حاليًا نحو 9 آلاف مقاتل من داعش في سجون شمال شرقي سوريا، ويحاول التنظيم تحريرهم من خلال هجمات انتحارية وتفجيرات.
دور القوات الأمريكية في مواجهة داعش
تدعم الطائرات الحربية الأمريكية قوات سوريا الديمقراطية من خلال غارات جوية تهدف إلى القضاء على خلايا داعش. كما تقوم القوات الخاصة الأمريكية بتنفيذ عمليات مستقلة لاعتقال أو قتل كبار قادة التنظيم. تشير التقارير إلى أن أي انسحاب أمريكي من المنطقة قد يؤدي إلى تنشيط خلايا داعش النائمة ويزيد من الفوضى في المنطقة.
تأثير الصراعات الإقليمية والتوترات السياسية
تُعقد الجهود العسكرية لمواجهة داعش في سياق سياسي وعسكري معقد. حيث تهاجم القوات التركية قوات سوريا الديمقراطية، متهمة إياهم بالإرهاب، بينما تدعم القوات الروسية حكومة بشار الأسد. في الوقت نفسه، تشن الميليشيات المدعومة من إيران هجمات ضد القواعد الأمريكية، مما يزيد من تعقيد المشهد.
التحذيرات الأمريكية والقلق الدولي
مع تزايد التوترات الإقليمية، بما في ذلك الحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين واحتمال تصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل، حذر المسؤولون العسكريون الأمريكيون من أن التركيز على شمال شرق سوريا يجب ألا يتضاءل. المنطقة لا تزال تحتفظ بتهديد خطير للأمن العالمي، ويجب عدم تجاهل نشاط داعش المتزايد.
يبقى تنظيم داعش تهديدًا حقيقيًا للأمن في المنطقة، مع مساعيه المستمرة لإعادة بناء قوته وإحياء طموحاته القديمة. تتطلب المواجهة الفعالة مع هذا التنظيم استمرار الجهود العسكرية والتعاون الدولي لضمان استقرار المنطقة وحمايتها من عودة الفوضى.