تجري إيران مشاورات مكثفة لتحديد كيفية الرد على اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الذي قُتل في طهران في الأول من أغسطس. في حين يصف بعض المستخدمين ووسائل الإعلام المقربة من الحكومة التأخير في اتخاذ “العقوبات الصارمة” كجزء من عملية حرب نفسية ضد إسرائيل، فإن مصادر مطلعة أكدت أن إيران لم تتوصل بعد إلى قرار نهائي بشأن الانتقام.
التأخير في الرد الإيراني:
قال مصدران، أحدهما دبلوماسي والآخر مسؤول أمني سابق، إن عدم رد إيران على إسرائيل لا يعود إلى محاولة خلق حرب نفسية، بل بسبب عدم وجود حل فعال حتى الآن. المرشد الإيران علي خامنئي، استخدم عبارة “العقاب الشديد” لوصف الرد المنتظر على اغتيال هنية، مشيراً إلى أن إسرائيل فتحت المجال لعقوبة قاسية على نفسها.
خيارات الانتقام:
أكدت المصادر لـ المنشر الاخباري أن الهجوم العسكري الواسع النطاق ضد المدنيين ليس من بين أولويات الخيارات الانتقامية الإيرانية. بدلاً من ذلك، تركز إيران على خيارات أخرى مثل:
1. عملية عسكرية عبر الضفة الغربية:أحد الخيارات المطروحة هو تنفيذ عملية واسعة النطاق ضد إسرائيل عبر الفصائل الفلسطينية المرتبطة بها في الضفة الغربية. تستهدف هذه العملية زيادة الضغط على إسرائيل من خلال تكثيف الهجمات والعمليات العسكرية. هذا الخيار يعكس استراتيجية تهدف إلى إلحاق الضرر بإسرائيل دون التصعيد المباشر إلى صراع شامل.
2. هجوم إلكتروني:تدرس إيران إمكانية شن هجوم إلكتروني واسع النطاق قد يؤدي إلى تعطيل كبير في البنية التحتية الإسرائيلية. يمكن أن يشمل هذا الهجوم تعطيل الشبكات الكهربائية، أنظمة الاتصالات، أو حتى أنظمة الأمن الوطني. هذا الخيار يوفر لإيران وسيلة فعالة للرد دون التصعيد العسكري المباشر، مع تقليل المخاطر المتعلقة بالأضرار الجسيمة.
3. استهداف القواعد العسكرية الإسرائيلية في أذربيجان:تشير بعض التقارير إلى أن إيران قد تستهدف القواعد العسكرية الإسرائيلية في أذربيجان كجزء من ردها على اغتيال هنية. وجود قواعد عسكرية إسرائيلية في هذا البلد يمكن أن يوفر لإيران هدفاً استراتيجياً يمكن استهدافه لتحجيم القدرة العسكرية الإسرائيلية في المنطقة.
4. استهداف المصالح الإسرائيلية في الدول الضعيفة أمنياً:تدرس إيران أيضاً إمكانية استهداف المصالح الإسرائيلية في مناطق تعتبر ضعيفة أمنياً مثل شرق أوروبا، إفريقيا، ووسط وجنوب آسيا. قد تشمل هذه الاستراتيجيات الهجمات على المؤسسات الإسرائيلية، المراكز الاقتصادية، أو أي مصالح استراتيجية أخرى، وذلك لزيادة الضغط على إسرائيل وإظهار القدرة على تنفيذ عمليات انتقامية على نطاق واسع.
الاستنتاج:في ظل البحث عن رد مناسب على اغتيال إسماعيل هنية، تسعى إيران إلى استخدام مجموعة متنوعة من الخيارات الاستراتيجية. من العمليات العسكرية إلى الهجمات الإلكترونية، وتسعى إيران إلى تحقيق تأثير كبير دون التصعيد المباشر إلى مواجهة شاملة. تظل هذه الخيارات جزءاً من استراتيجية أكبر تهدف إلى تعزيز موقفها وتأثيرها في الصراع الإقليمي.
التوترات الدولية:
أثارت الاستعدادات الإيرانية قلقاً دولياً. في وقت سابق، أرسلت روسيا عبر “سيرغي شويغو” رسالة إلى إيران تحذر من أي تصعيد عسكري قد يؤدي إلى إدانة قوية من المجتمع الدولي. كما دعت دول مجاورة وغربية إيران وإسرائيل إلى ضبط النفس، محذرة من تصعيد قد يضر بالمدنيين.
التحركات العسكرية الإسرائيلية:
أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” بأن إسرائيل رفعت حالة التأهب القصوى لمواجهة أي هجمات انتقامية محتملة من إيران وحزب الله.
الهجمات الإلكترونية:
في وقت تزايد فيه التهديدات، أعلنت صحيفة “واشنطن بوست” أن مكتب التحقيقات الفيدرالي يحقق في محاولات اختراق منسوبة إلى الجمهورية الإسلامية لمقر حملتي جو بايدن وكامالا هاريس، وكذلك لحسابات مقربين من ترامب.
التصريحات الرسمية الإيرانية:
في تصريحات حديثة، انتقد “ناصر كناني”، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، دعوات فرنسا وبريطانيا وألمانيا لضبط النفس، مشيراً إلى أنها تتعارض مع المبادئ الدولية. كما اعتبر “علي باقري كيني”، القائم بأعمال وزير الخارجية، أن اغتيال هنية يعد انتهاكاً لسيادة إيران، مؤكداً أن ايران ستتخذ إجراءات مضادة.
الاستنتاج:
في ظل التأخير في اتخاذ قرار نهائي بشأن الرد، تبقى خيارات الانتقام الإيرانية متباينة، بينما تستمر التوترات في تصاعد على الصعيدين الإقليمي والدولي.