تواصل إيران جهودها المكثفة لاستكمال برنامجها النووي، حيث تتابع طهران عدة مشاريع متزامنة لتحقيق هذا الهدف. هذه الجهود تشمل تطوير قدرات التخصيب، وإنتاج الأسلحة النووية، وتعزيز التكنولوجيا الصاروخية.
و في هذا السياق، طرأت تغييرات هامة في منظمة أبحاث الدفاع الحديثة (سيباند) وزيادة في أنشطة الإنتاج والتطوير النووي.
- تغييرات هيكلية في منظمة “سيباند”:
وفقاً لمصادر مستقلة، أجرت إيران تغييرات هيكلية كبيرة في منظمة أبحاث الدفاع الحديثة (سيباند)، التي كانت تابعة لوزارة الدفاع ولكنها أصبحت الآن منظمة مستقلة بموجب قانون جديد. هذا القانون، الذي تمت الموافقة عليه قبل وفاة إبراهيم رئيسي، يمنح “سيباند” استقلالية مالية وإدارية، مما يسمح لها بالعمل بعيداً عن الرقابة المالية المعتادة ويتيح لها متابعة أهدافها النووية دون قيود. - استئناف اختبارات إنتاج المتفجرات النووية:
تظهر التقارير أن إيران استأنفت اختبارات إنتاج المتفجرات النووية، وهو جزء أساسي من برنامج الأسلحة النووية. هذه الاختبارات تسهم في تطوير القنابل النووية وتؤدي إلى تحسين فعالية الأسلحة النووية الإيرانية. منذ العام 2003، كانت الأنشطة المتعلقة بالمتفجرات النووية تدار سراً في إطار مشروع يُعرف بالمشروع 110، والذي يبدو أنه يتواصل بشكل مستمر، وفقا لـ “إيران إنترناشيونال” - تطوير الصواريخ الباليستية:
أحد أهداف إيران الأساسية هو تطوير صواريخ قادرة على حمل رؤوس حربية نووية. لقد أطلقت إيران قمرًا صناعيًا يحمل اسم “ثريا” باستخدام صاروخ “قائم-100” الذي يستخدم تكنولوجيا الصواريخ الباليستية بعيدة المدى. هذه التكنولوجيا تُعتبر خطوة هامة نحو تطوير صواريخ يمكنها حمل رؤوس حربية نووية، وهو ما يثير قلق الدول الغربية وإسرائيل. - التخصيب عالي التركيز وإنتاج اليورانيوم:
مع انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، زادت إيران تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تصل إلى 60%، وهو مستوى قريب من التخصيب اللازم لإنتاج الأسلحة النووية. تمتلك إيران الآن كمية كبيرة من اليورانيوم المخصب، مما يعزز قدرتها على تصنيع قنابل نووية. - الاستجابة للتهديدات والضغط الدولي:
في سياق التوترات الأخيرة، بما في ذلك اغتيال إسماعيل هنية، تُبدي إيران اهتمامًا بتعزيز قدراتها النووية كوسيلة للردع. هذا التصعيد النووي يأتي في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط توترات متزايدة، وقد يكون جزءاً من استراتيجية أوسع لتأكيد موقف إيران كقوة إقليمية ذات قدرة نووية محتملة.
تسعى إيران بشكل مكثف لاستكمال برنامجها النووي من خلال عدة قنوات، بما في ذلك تطوير الصواريخ، استئناف اختبارات المتفجرات النووية، وتعزيز قدرات التخصيب. مع التغييرات الهيكلية في منظمة “سيباند” وزيادة الأنشطة النووية، تبرز إيران كجهة تسعى إلى تعزيز قدراتها العسكرية النووية في مواجهة الضغوط الدولية والتوترات الإقليمية.