كشفت مصادر مطلعة لـ المنشر الاخباري، أن إثيوبيا ستظل على موقفها بعدم التدخل العسكري إذا نشبت حرب بين الصومال وإثيوبيا، لكن أديس أبابا ستلوح باستخدام “سلاح المياه” في مواجهة مقديشو في حالة عدم حصولها على منفذ على البحر الأحمر بعد اتفاقية مع أرض الصومال.
يأتي هذا في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة والاهتمامات المتعلقة بالمصالح الاستراتيجية للطرفين. وفي الوقت نفسه، تلوح إثيوبيا بإمكانية استخدام وسائل أخرى لتأثير الوضع إذا تفاقمت النزاعات.
النهري جوبا وشبيلي وأهمية الموارد
تعتبر نهري جوبا وشبيلي من الموارد الحيوية للصومال، حيث ينبع كلا النهرين من إثيوبيا ويشكلان مصدراً أساسياً للزراعة والمياه في الصومال. يعتمد نحو 90% من الزراعة في الصومال على مياه هذين النهرين، مما يجعلهما محوراً أساسياً في الاستقرار الزراعي والاقتصادي للصومال.
تُعرف منطقة حوض جوبا بأنها من أغنى المناطق البيئية في الصومال، حيث تحتوي على أراضٍ زراعية خصبة ساهمت في تحسين الإنتاجية الزراعية وتوفير الغذاء للمجتمعات المحلية.
وتشير المصادر إلى أن الصومال وإثيوبيا يتمتعان بحقوق متبادلة في استخدام الموارد المائية، حيث يحق للصومال استخدام خليج عدن والدفاع عن سلامته، بينما لإثيوبيا الحق في استغلال نهري جوبا وشبيلي وحمايتهما. تأتي هذه الحقوق في إطار الاتفاقيات الدولية المتعلقة باستخدام الموارد المائية المشتركة.
الموقف الإثيوبي
في حالة اندلاع نزاع مع الصومال، أعلنت إثيوبيا أنها لن تتدخل عسكريًا، وهو ما يعكس رغبتها في تجنب التصعيد العسكري المباشر. ومع ذلك، تشير المصادر إلى أن إثيوبيا قد تتبع استراتيجيات بديلة للتأثير على الوضع. من بين هذه الاستراتيجيات، تلوح إثيوبيا بإمكانية استخدام “سلاح المياه” كوسيلة للضغط على مقديشو إذا نشبت الحرب، بالإضافة إلى احتمال إلغاء مذكرة التفاهم مع أرض الصومال، التي تهدف إلى تأمين موطئ قدم إثيوبي في البحر الأحمر.
تشير المصارد إلى أن الصومال يمتلك القدرة على التأثير الكبير على حالة المياه في المنطقة، حيث يمكنه نظريًا تجفيف النهرين أو إغراق المنطقة بالمياه، وهو ما يعكس أهمية الموارد المائية في النزاع المحتمل.
مذكرة التفاهم مع أرض الصومال
تسعى إثيوبيا من خلال مذكرة التفاهم مع أرض الصومال إلى تعزيز وجودها الاستراتيجي في البحر الأحمر، وهو ما قد يتأثر إذا اندلعت نزاعات مع الصومال. في حالة التصعيد، قد تلجأ إثيوبيا إلى إفشال هذه المذكرة كجزء من استراتيجيتها لتحقيق أهدافها الجيوسياسية.
و قد يؤدي النزاع المحتمل بين الصومال وإثيوبيا إلى تفاقم الوضع الإقليمي، حيث إن السيطرة على الموارد المائية والطرق الاستراتيجية يمكن أن تؤدي إلى تغييرات كبيرة في الديناميات الإقليمية. بالنسبة للصومال، فإن تأثيرات النزاع يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الزراعة والاقتصاد الوطني.
في ظل الأوضاع الحالية، يبدو أن إثيوبيا تفضل عدم التدخل إذا نشب صراع مع الصومال، مع تأكيدها على حقوقها في استخدام الموارد المائية. مع ذلك، تظل منطقة حوض جوبا وشبيلي محورًا رئيسيًا للصراعات المحتملة، ويتطلب الوضع الحالي مزيدًا من التنسيق والتفاهم بين الأطراف المعنية لضمان استقرار المنطقة وحماية الموارد الحيوية.