يشهد سوق السيارات المصرية تحولات جذرية في ظل التوجهات الحكومية نحو توطين الصناعة في مصر وفرض قيود على الاستيراد. مع تطبيق سيناريو الاستيراد المحدود، تتوقع التقارير أن تشهد الصناعة تغييرات عميقة ستؤثر على جميع الأطراف المعنية.
الاستيراد المحدود: ضربة موجعة للوكلاء
من المتوقع أن يواجه الوكلاء الذين يعتمدون بشكل أساسي على الاستيراد صعوبات كبيرة في الاستمرار بنفس النمط السابق. فمع تراجع الكميات المستوردة وزيادة الشروط، ستضطر العديد من الوكلاء إلى تغيير استراتيجياتها، حيث قد تركز على صالات العرض الخاصة بها وتقلص اعتمادها على الموزعين.
وبالنظر إلى السياسات المحتملة، يتوقع أن تتبع العديد من الوكلاء استراتيجيات مشابهة لتلك التي تعتمدها “جلوبال أوتو” وكيل BMW في مصر. قد يتجه هؤلاء الوكلاء نحو التركيز على صالات العرض الخاصة بهم، مع تقليص أو إنهاء التعاقدات مع الموزعين الحاليين. قد يعتمدون أيضاً على عدد محدود من الموزعين ذوي الملاءة المالية الكبيرة لمساعدتهم في تدبير العملة الصعبة،وفقا للصحفي المتخصص في سوق السيارات إسلام حويلة.
موزعون كبار في مواجهة تحديات
تشير التقارير إلى أن الموزعين الكبار يسعون جاهدين للارتباط بالمصنعين لضمان استمرارية أعمالهم، مما قد يؤدي إلى زيادة المنافسة بينهم. من المتوقع أن تواجه غالبية المعارض الحالية صعوبات كبيرة، مما قد يؤدي إلى إغلاق بعضها أو تحويلها إلى بيع السيارات المستعملة.
ومن المتوقع أن تواجه حوالي 80% من المعارض الحالية صعوبات كبيرة، مما يؤدي إلى إغلاق بعضها وتحويل البعض الآخر إلى بيع السيارات المستعملة. بالنسبة للمعارض التي ستظل قائمة، قد تجد نفسها في أماكن أرخص مع التركيز على العمل عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لتقليل التكاليف الشهرية المرتفعة.
الشركات الكبرى تتصدر المشهد
من المتوقع أن تستحوذ الشركات الكبرى مثل مجموعة غبور والمنصور على حصة كبيرة من السوق، بفضل تنوع موديلاتها وعمليات التجميع المحلية. كما ستواصل شركات أخرى مثل نيسان و”جلوبال أوتو” لعب دور بارز في السوق.
وتشير التقارير ألى أن مجموعة غبور تستحوذ على حصة كبيرة من سوق السيارات الملاكي، بفضل مجموعتها المتنوعة من 10 موديلات تجميع على الأقل من 4 علامات مختلفة.
أما المنافس الرئيسي، مجموعة المنصور للسيارات، يعمل أيضاً بقوة في مجال التجميع سواء مع شريكتها جنرال موتورز أو بشكل مستقل عبر تجميع موديلات MG وعلامات جديدة قادمة. نيسان مصر، بدخول موديل جديد في التجميع، ستظل قادرة على المنافسة. أما “جلوبال أوتو”، فسوف تستمر في أداء دور مميز بعيداً عن الاستيراد التقليدي.
توقعات مستقبلية
زيادة التركيز على التجميع المحلي: مع تشجيع الحكومة على التوطين، من المتوقع أن تشهد مصر زيادة في عمليات تجميع السيارات محلياً.
تراجع عدد الموزعين: قد نشهد تراجعاً في عدد الموزعين المعتمدين، مع تركيز الشركات على الموزعين الأكثر كفاءة.
تطور قنوات البيع: من المتوقع أن تلعب قنوات البيع الإلكترونية دوراً أكبر في المستقبل.
ارتفاع أسعار السيارات: قد تؤدي القيود على الاستيراد وزيادة تكاليف الإنتاج إلى ارتفاع أسعار السيارات.
في الختام، يشهد سوق السيارات المصرية تحولات جذرية ستؤثر بشكل كبير على جميع الأطراف المعنية. من المتوقع أن تشهد الصناعة فترة من التكيف والتغيير، حيث ستبرز الشركات الأكثر قدرة على التكيف مع المتغيرات الجديدة.