أكدت مصادر مطلعة في منطقة جلقني جنوب ولاية سنار وسط السودان أن عدد صحايا مذبحة جلقني، التي نفذتها قوات الدعم السريع، بلغ أكثر من 80 قتيلا.
وفقاً للمصادر المحلية في المنطقة، كان الدافع الأساسي لهجوم قوات الدعم السريع على قرية جلقني هو محاولة عناصر الميليشيا اقتياد فتيات من القرية بالقوة. واجه سكان القرية هذه المحاولة بمقاومة شرسة، مما أسفر عن اشتباكات عنيفة حيث استخدم أبناء القرية العصي، مما أجبر الجنود على الانسحاب مؤقتاً.
الهجوم على جلقني
في هجوم انتقامي، عاودت قوات الدعم السريع الهجوم على القرية، وأطلقت النار بشكل عشوائي داخلها، واقتحمت المنازل. هذا الهجوم العنيف أسفر عن مقتل نحو 80 من سكان جلقني، وفقاً للمصادر.
كما أن هناك عدد من الضحايا لم يتمكن ذويهم من دفنهم أو حتى إخراج الجثامين من المنازل بسبب منع قوات الميليشيا لذلك، ما يجعل العدد الإجمالي للضحايا غير محصور حتى الآن.
العنف الجنسي والنهب: تقرير يكشف الوضع المروع للنساء في ولاية سنار بعد سيطرة الدعم السريع
البرهان وحمدتى يتنافسان للفوز بها … ولايه “سنار” منبع الذهب فى السودان
الدعم السريع يسيطر على الدندر والسوكي بولاية سنار على حدود السودان مع إثيوبيا
وفي مدينة الدمازين، تم تسجيل العديد من الإصابات، وقد تم توزيع المصابين على مستشفيات المدينة. نزح معظم سكان جلقني نحو ولاية النيل الأزرق، حيث لا تزال الميليشيات موجودة في المنطقة وتواصل ارتكاب الانتهاكات الإنسانية.
الوضع في ولاية سنار
تأثرت مدينة سنجة، حاضرة ولاية سنار، بشدة من جراء الحرب، حيث انتشرت الاضطرابات إلى جنوب وشرق الولاية، بما في ذلك مدن الدندر. شهدت مناطق الدالي والمزموم مشاهد من التراجيديا، حيث استهدفت مليشيات الدعم السريع المدن والقرى بغرض النهب، مما دفع السكان إلى النزوح نحو المجهول.
نحو 950 أسرة، تضم حوالي 4000 فرد، نزحت إلى ولاية النيل الأبيض واستقرت في منطقة أم كويكة، محلية أم القرى. يعاني هؤلاء النازحون من نقص حاد في المساعدات الإنسانية. تدخلت بعض المنظمات الإنسانية مثل اليونيسيف ومنظمة حلم أخضر، التي قدمت خيمة واحدة للأطفال وبعض المفارش، بينما وفرت المحلية 60 جوال ذرة و50 مشمعاً، بالإضافة إلى جزء من الاحتياجات الطبية.
الوضع الإنساني الحالي
تعمل في المنطقة عيادة واحدة فقط، يديرها طبيب شاب من النازحين يُدعى مجاهد حلالي، ويعتمد على الأدوية التي توفرها المحلية والتبرعات. كما توجد مبادرة مجتمعية تطوعية، تعتمد على التبرعات التي يتم جمعها عبر فيسبوك، وقد نجحت في إنشاء 25 كرنكًا و3 تحت التشيد، بالإضافة إلى إدارة مطبخ مركزي.
رغم هذه الجهود، يبقى الوضع الإنساني حرجاً، مع استمرار زيادة أعداد النازحين. أسعار السلع الأساسية في المنطقة قد ارتفعت بشكل كبير، حيث بلغ سعر كيلة العيش 25,000 جنيه وجوال السكر 200,000 جنيه.
الأوضاع في منطقة جلقني ومدينة سنجة تتسم بالتدهور الشديد، مع استمرار هجمات الميليشيات وتفاقم الأزمات الإنسانية. يحتاج النازحون إلى دعم عاجل، حيث تواجه المنطقة فجوة كبيرة في الأمن الغذائي والرعاية الصحية، وتبقى المساعدات الإنسانية غير كافية لمواجهة الأوضاع الصعبة التي يعيشها السكان.