أعلن الاتحاد الأوروبي مؤخرًا عن الموافقة على عقار تيكوفيريمات كعلاج للجدري وجدري القرود، بناءً على الدراسات التي أُجريت على الحيوانات فقط. تأتي هذه الموافقة في سياق التهديد المتزايد الذي يشكله فيروس جدري القرود، خاصةً بعد تفشي السلالة الأشد خطورة التي أثارت قلقًا عالميًا.
أظهرت التجارب السريرية الأولية أن تيكوفيريمات، الذي استخدم أيضًا خلال تفشي إنفلونزا الطيور العالمي في عامي 2022 و2023، لم يكن فعالاً ضد السلالة الأكثر خطورة من فيروس جدري القرود.
التجارب، التي شملت بيانات من جمهورية الكونغو الديمقراطية والولايات المتحدة، كشفت أن العقار لم يقلل من مدة الآفات بين المرضى المصابين بالسلالة الأولى من فيروس إم بي أوكس، وهي السلالة المرتبطة بمرض أشد شدة ومعدلات وفيات أعلى.
النتائج الأولية أثارت خيبة أمل، حيث أظهرت الدراسات أن “تيكوفيريمات” لم يُحسن بشكل ملحوظ النتائج السريرية لمرضى جدري القرود المصابين بالسلالة الأشد. ومع ذلك، أفادت المعاهد الوطنية الأمريكية للحساسية والأمراض المعدية أن المرضى الذين عولجوا في المستشفى حصلوا على نتائج أفضل مقارنةً بالمعدل العام للوفيات في جمهورية الكونغو الديمقراطية. بلغت نسبة الوفيات بين المرضى الذين تلقوا العلاج 1.7%، بينما كانت 3.6% بين جميع الحالات.
البيانات الإضافية وتوجهات المستقبل
على الرغم من النتائج المخيبة، أظهرت البيانات من الشركة المصنعة “سيجا” تحسنًا ملموسًا لدى أولئك الذين عولجوا مبكرًا، خاصةً أولئك الذين يعانون من الأمراض الأكثر خطورة. على الرغم من عدم وجود دلائل إحصائية قوية، فإن الشركة ترى أن هذه النتائج تدعم الحاجة إلى مزيد من التجارب السريرية.
الاستجابة الأوروبية والأمريكية
تمت الموافقة على “تيكوفيريمات” في الاتحاد الأوروبي في إطار “ظروف استثنائية” دون البيانات السريرية التقليدية. وقد قامت المفوضية الأوروبية بشراء إمدادات من الدواء أثناء تفشي المرض في الفترة 2022-2023. في المملكة المتحدة، أوصت السلطات باستخدام العقار كخيار للمرضى في المستشفيات، بينما أُتيح في الولايات المتحدة لبعض مرضى جدري القرود كجزء من الدراسات حول فعاليته.
الآثار على سوق الأسهم
تأثرت أسهم شركة “سيجا” بتقارير النتائج، حيث شهدت انخفاضًا بأكثر من 40% بعد الإعلان عن النتائج الأولية، لكنها عادت إلى الانتعاش بنحو النصف بحلول ظهر يوم الجمعة.
تسليط الضوء على العقار “تيكوفيريمات” وفعاليته في علاج جدري القرود يظهر الحاجة الملحة إلى استراتيجيات علاجية جديدة لمكافحة الأوبئة العالمية. تظل الحاجة قائمة لإجراء مزيد من الأبحاث والتجارب لتحديد أفضل خيارات العلاج والتعامل مع الأمراض الوبائية التي تشكل تهديدًا للصحة العامة.