كشفت شركة أوبن أيه آي، الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي ومقرها سان فرانسيسكو، أنها تمكنت من تحديد وفكك حملة تأثير إيرانية استخدمت تقنية شات جي بي تي الخاصة بالشركة لنشر معلومات مضللة عبر الإنترنت، بما في ذلك محتوى متعلق بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.
تفاصيل الحملة:
أفادت شركة أوبن أيه آي بأنها أزالت مجموعة من الحسابات المرتبطة بالحملة من منصاتها عبر الإنترنت. شملت هذه الحسابات 12 حساباً على منصة X (تويتر سابقاً) وحساباً واحداً على إنستغرام، التي تركزت على موضوعات متنوعة مثل الصراع بين إسرائيل وحركة حماس، وفعاليات الألعاب الأولمبية، والانتخابات الرئاسية الأمريكية.
ردود الفعل والتحقيقات:
قال بن نيمو، المحقق الرئيسي في أوبن أيه آي، الذي له تاريخ طويل في تتبع الحملات السرية، إن “الحملة لم تبدو ذات تأثير ملحوظ، حيث لم تجذب اهتماماً كبيراً من الجمهور”. وأضاف نيمو، “يجب أن نبقى يقظين، ولكن مع الحفاظ على هدوئنا. هناك فرق بين التأثير عبر الإنترنت وتأثير الجمهور.”
في الأسبوع الماضي، نشرت مايكروسوفت تفاصيل حول محاولة قراصنة مرتبطين بالحكومة الإيرانية التسلل إلى حساب “مسؤول رفيع المستوى” في حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية في يونيو من هذا العام. كما أعلنت حملة دونالد ترامب، المرشح الجمهوري، عن اختراق نظام البريد الإلكتروني الخاص بها من قبل قراصنة إيرانيين، في حين أكدت حملة كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية، تعرضها لهجمات مماثلة.
الموقف الرسمي:
رداً على هذه التقارير، أعلن مكتب تمثيل إيران في الأمم المتحدة أن “الحكومة الإيرانية ليس لديها نية أو دافع للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية”.
التدابير المستقبلية:
أوبن أيه آي أكدت أنها كانت قد أعدت أدوات جديدة لتحديد الحسابات المرتبطة بالحملة بعد تقارير مايكروسوفت. كما أوضحت أن المجموعة المسماة “Storm-2035” كانت تحاول التأثير على الانتخابات الأمريكية المقبلة من خلال إنشاء مواقع إخبارية مزيفة ومشاركتها على الشبكات الاجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، حاول بعض المشغلين استخدام شات جي بي تي لإنشاء قصص إخبارية مزيفة وتعليقات على منشورات وسائل التواصل الاجتماعي.
ردود الفعل من الشبكات الاجتماعية:
حتى الآن، لم تعلق شركة إكس وشركة ميتا، المالكة لإنستغرام وفيسبوك، على النشاط وإغلاق الحسابات المتورطة. لكن أوبن أيه آي أكدت أن هذه الحسابات لم تعد نشطة على شبكات التواصل الاجتماعي إكس وإنستغرام.
تجدر الإشارة إلى أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة من المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل، مما يزيد من أهمية مكافحة حملات المعلومات المضللة والتأثيرات الخارجية.
الختام:
هذه التطورات تسلط الضوء على التهديدات المتزايدة المتعلقة بالمعلومات المضللة في الفضاء الرقمي، وتؤكد الحاجة إلى مراقبة مستمرة للأدوات التي يمكن أن تُستخدم للتلاعب بالانتخابات والنظام السياسي.