رفض عمال شركة فينيسيا لتصنيع السيراميك عرضًا تقدمت به إدارة الشركة لإنهاء الإضراب الذي بدأ الأحد الماضي. جاء هذا الرفض بعد اجتماع عُقد يوم الجمعة، بحضور ممثلين عن العمال، إدارة الشركة، وضباط شرطة.
دخل عمال شركة فينيسا لصناعة السيراميك بمدينة السادس من أكتوبر، البالغ عددهم 3000 عامل، في إضراب عن العمل احتجاجًا على تجاهل الإدارة لمطالبهم المتعلقة بزيادة الأجور وتفعيل وسائل السلامة والصحة المهنية، بالإضافة إلى تحسين التأمين الصحي.
وعرضت إدارة الشركة زيادة قدرها 500 جنيه تصرف مع راتب شهر أكتوبر المقبل، مع وعد بزيادة أخرى تتجاوز 1000 جنيه في يناير المقبل.
القرار تزامن مع إعلان الإدارة إعادة تشغيل المصانع بكامل طاقتها الإنتاجية اعتبارًا من اليوم السبت.
في 11 أغسطس الجاري، قررت الإدارة إغلاق الشركة وعدم إرسال سيارات نقل العمال، في محاولة لكسر الإضراب والضغط على العمال للعودة إلى العمل.
هذا الإجراء قوبل برفض العمال واستمرارهم في الإضراب حتى الوصول إلى حل مرضٍ.
خلفية الإضراب:
بدأ الإضراب يوم الأحد الماضي وامتد ليشمل جميع مصانع الشركة، بما في ذلك “مصنع الحوائط، ومصنعي 1 و2 لسيراميك الأرضيات”.
مطالب العمال شملت تطبيق الحد الأدنى للأجور، تحسين خدمات الرعاية الصحية، وإضافة حافز شهري ثابت.
العمال اعتبروا العرض المقدم “لا يقدم جديدًا”، مشيرين إلى أن زيادة الرواتب بقيمة 500 جنيه كانت قد عُرضت عليهم في اليوم الأول للإضراب وتم رفضها آنذاك.
العمال عبروا عن عدم ثقتهم بشأن تنفيذ الوعد بزيادة أخرى في يناير، مؤكدين أنهم سمعوا مثل هذه الوعود من قبل دون تنفيذ فعلي.
منذ ستة أشهر، طالب العمال الإدارة بضرورة مراجعة وتعديل منظومة الأجور والرواتب، حيث تتدرج الأجور من 3500 جنيه إلى 5000 جنيه لمن أمضى ثلاثين عامًا في العمل. وقد اعتبر العمال هذه الأجور غير كافية مقارنة بالأرباح السنوية التي تحققها الشركة والتي تتجاوز 400 مليون جنيه.
وفي بداية شهر يوليو الماضي، وعدت الإدارة العمال بزيادة الأجور، لكنها تراجعت عن تنفيذ وعدها وأبلغتهم بأنها لن تستطيع زيادة الأجور خلال هذا العام.
عشرات العمال يحررون محاضر ضد إدارة الشركة:
حرر عشرات العمال محاضر ضد إدارة الشركة بقسم شرطة ثاني أكتوبر ومكتب العمل بعد منعهم من دخول المصانع.
العمال عبروا عن غضبهم من قرار إعادة التشغيل الذي وصفوه بأنه يتضمن اتهامات “بإهمال جسيم في أداء الواجب الوظيفي، والخروج على مقتضى اللياقة وكرامة الوظيفة، واستخدام أسلوب البلطجة”.
قرار إعادة التشغيل تضمن أن الإضراب تسبب في “تكبد الشركة خسائر كبيرة”، بما في ذلك دفع تعويضات وغرامات للعملاء نتيجة توقف تحميل الحاويات، مما أدى إلى اتخاذ الإدارة قرارًا بوقف العمل بالمصانع وإيقاف ضخ الغاز بالأفران وتحويل معدات المصانع لوضع الطوارئ.
متوسط أجور عمال شركة فينيسيا يبلغ نحو 3500 جنيه، وهو ما يزيد قليلًا عن نصف الحد الأدنى للأجور المقرر بـ6000 جنيه. العمال يطالبون بتطبيق هذا الحد الأدنى وصرف حافز شهري ثابت لمواجهة ارتفاع الأسعار.
يستمر الإضراب في شركة فينيسيا لتصنيع السيراميك وسط تصاعد التوتر بين العمال والإدارة، حيث يرفض العمال عرض الزيادة المقدم ويشددون على ضرورة تلبية مطالبهم بشكل كامل. الوضع الحالي يتطلب تدخلًا عاجلاً من قبل جميع الأطراف المعنية للوصول إلى حل عادل ومستدام.
دار الخدمات النقابية والعمالية عبرت عن تضامنها مع العمال في مطالبهم العادلة، ودعت إلى اتخاذ إجراءات ملزمة من قبل الدولة والهيئات المختصة للقطاع الخاص لضمان تطبيق الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للعمال.
أشارت الدار إلى ضرورة التصدي لمحاولات الشركات التهرب من مسؤولياتها تجاه العمال، ووقف محاولات إغلاق المنشآت دون سند قانوني، والتي تهدف إلى إرهاب العمال وحرمانهم من حقوقهم.