تعرضت العاصمة الأوكرانية كييف صباح يوم الأحد لهجوم صاروخي باليستي روسي، وذلك بعد 12 يومًا من الهجوم المفاجئ الذي شنته القوات الأوكرانية على أراضي روسيا. وأعلنت السلطات الأوكرانية أنها نجحت في اعتراض الهجوم الصاروخي الذي وصفته بأنه الثالث من نوعه على العاصمة خلال الأيام الأخيرة.
وأشار سيرهي بوبكوف، رئيس الإدارة العسكرية للعاصمة كييف، عبر قناة برقية، إلى أن الهجوم الصاروخي الروسي الأخير تم صدّه بنجاح، حيث لم يسفر عن أي خسائر في الأرواح أو الممتلكات. وأكدت أوكرانيا أن الصواريخ المستخدمة في الهجوم هي من طراز KN-23، والتي تُصنع في كوريا الشمالية. وقد اتهمت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية كوريا الشمالية بنقل أسلحة إلى روسيا لدعم حليفتها بيونغ يانغ.
في صباح نفس اليوم، شهدت كييف أيضًا تحليق عدد من الطائرات بدون طيار أرسلتها روسيا، إلا أن السلطات الأوكرانية أعلنت عن اعتراضها لجميع الطائرات قبل دخولها المجال الجوي للعاصمة.
في تطور آخر، خلال عطلة نهاية الأسبوع، وقع هجوم صاروخي روسي بالقرب من كييف أسفر عن مقتل رجل يبلغ من العمر 35 عامًا وابنه البالغ من العمر أربع سنوات، وإصابة ثلاثة آخرين بجروح خطيرة. من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية مساء السبت عن اعتراض وتدمير خمس طائرات مسيرة أرسلتها أوكرانيا إلى مناطق بيلغورود وكورسك وروستوف، رغم أن الحاكم المحلي فاسيلي غلوبوف أفاد باندلاع حريق كبير في أحد مستودعات النفط في إقليم روستوف، دون وقوع إصابات.
تأتي هذه التطورات في وقت متزامن مع التصعيد العسكري بين روسيا وأوكرانيا، حيث تعهدت موسكو بالرد “بقوة” على التقدم الأوكراني في الأراضي الروسية. وقد زعمت روسيا أن أوكرانيا بدأت التحركات الحالية بالتعاون مع دول أجنبية، بما في ذلك بولندا.
في سياق متصل، أجلت روسيا عشرات الآلاف من سكان المناطق المحتلة من قبل الجيش الأوكراني، مما أثار استياء الشعب الروسي الذي بدأ يشعر بتداعيات الحرب لأول مرة في بلاده.
وبعد مرور عامين ونصف من الدفاع عن أراضيها ضد الهجوم الروسي الشامل، شنت أوكرانيا هجومًا مضادًا كبيرًا في منطقة كورسك الروسية في 16 أغسطس. وقد أعلنت أوكرانيا أنها تمكنت خلال الأيام الـ12 الماضية من استعادة السيطرة على أكثر من 1100 كيلومتر مربع من الأراضي الروسية، بما في ذلك حوالي مائة بلدة.
وفي نهاية الأسبوع، أعلن قائد القوات الجوية الأوكرانية عن تدمير جسرين حيويين في كورسك، واللذين يعتبران مهمين للدعم اللوجستي للقوات الروسية.
تشكل هذه الهجمات أكبر تصعيد أجنبي على الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية، مما يزيد من تعقيد الأوضاع في الصراع المستمر بين روسيا وأوكرانيا.