الأمم المتحدة تحذر من تصعيد ميليشيات عراقية إلى “حرب مفتوحة” وتأثيرها على الوضع الإقليمي
حذرت الأمم المتحدة من المخاطر المتزايدة لمحاولة بعض الميليشيات العراقية جر البلاد إلى “حرب مفتوحة” وتهديداتها بصراعات خارجية، مشيرةً إلى تزايد الهجمات ضد قوات التحالف في ظل الوضع الحالي المتوتر.
في تصريح له، أكد نائب بعثة الأمم المتحدة في العراق، كلوديو كوردوني، أن “فصائل مسلحة ما زالت تهدد بتصعيد الهجمات ضد قوات التحالف”، وهي تهديدات تتصاعد على خلفية النزاع المستمر في غزة. وأضاف كوردوني أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ملتزم بتجنب التوترات، مشيرًا إلى أن الحكومة تعمل على الحفاظ على الهدوء النسبي الذي ساد لفترة طويلة، بينما تواصل دعم حقوق الفلسطينيين بشكل دبلوماسي وسياسي.
وأشار كوردوني إلى أن “الحرب ليست وسيلة لمعالجة الأمور”، محذرًا من أن التصعيد قد يؤدي إلى تفاقم الوضع بشكل كبير. ودعا إلى “وقف التصعيد”، واعتبر أن “العمل على إيجاد حل سياسي” هو السبيل الأنجع لمواجهة هذه الأزمات.
تصريحات كوردوني جاءت تزامنًا مع الذكرى السنوية للهجوم الذي استهدف مقر الأمم المتحدة في بغداد عام 2003، والذي أسفر عن مقتل ممثل الأمم المتحدة سيرجيو فييرا دي ميلو. وفي سياق النزاع في غزة، أعاد كوردوني التأكيد على أن “الأمم المتحدة تسعى إلى حل سياسي يضمن للفلسطينيين إقامة دولتهم والعيش بسلام إلى جانب دولة إسرائيل”.
من جهتها، حذرت الولايات المتحدة الحكومة العراقية من مغبة تجاهل الأنشطة العسكرية للميليشيات المسلحة التي تستهدف القوات الأمريكية، مشيرةً إلى الهجمات التي تعرضت لها قاعدتي عين الأسد وأربيل عبر الصواريخ والطائرات المسيرة “الانقضاضية”.
وفي سياق اخر قال نائب بعثة الأمم المتحدة في العراق، كلوديو كوردوني، في تصريح له بمناسبة الذكرى السنوية للهجمات الإرهابية، إن 19 أغسطس يصادف الذكرى السنوية لاثنتين من الهجمات الإرهابية الدموية. ففي عام 2003، تعرض مقر الأمم المتحدة في فندق القناة ببغداد للتفجير بعد خمسة أيام من تأسيس بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، مما أسفر عن مقتل 22 شخصًا، من بينهم الممثل الخاص للأمين العام، سيرجيو فييرا دي ميلو. وفي نفس اليوم من عام 2009، وقع تفجير آخر استهدف مبنى وزارة الخارجية العراقية، مما أسفر عن مقتل 46 شخصًا.
وأشار كوردوني إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة قد حددت يوم 19 أغسطس ليكون اليوم العالمي للعمل الإنساني، ويوم 21 أغسطس كيوم دولي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب وتكريمهم. وعبّر عن تضامنه العميق مع ضحايا الإرهاب والناجين، مشيرًا إلى أن تنظيم داعش، رغم الهزائم الكبيرة التي مني بها، لا يزال يشكل تهديدًا في العراق والعالم.
وتناول كوردوني مجالين رئيسيين للعمل لمكافحة الإرهاب والأيديولوجيات المتطرفة. الأول هو مواجهة خطاب الكراهية، حيث شدد على أهمية عدم استخدام اللغة التحريضية وتجنب إلقاء اللوم على مجتمعات بأسرها بسبب أفعال أفراد. وأكد على ضرورة استكمال وإقرار الاستراتيجية الوطنية لمكافحة خطاب الكراهية، مع التركيز على محاسبة أولئك الذين يستخدمون لغة الكراهية، مع ضمان احترام حرية التعبير.
أما المجال الثاني فهو تقديم المسؤولين عن جرائم داعش إلى العدالة، مشيرًا إلى أهمية تشريع يمكن مجلس النواب من مقاضاة مرتكبي الجرائم مثل الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية. وذكر أن المحاكمات العادلة ستبني الثقة بين المجتمعات وتعزز التعايش السلمي. وأضاف أن فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب داعش (يونيتاد) قد دعم العراق في مواجهة جرائم داعش، رغم أن ولايته ستنتهي الشهر المقبل.
في ختام تصريحه، أكد كوردوني على الالتزام بالعمل معًا لبناء مجتمع يعتبر التنوع مصدر ثراء وفخر، وليس تهديدًا أو ضعفًا، وتعزيز حقوق الإنسان للجميع في مواجهة الأيديولوجيات المتطرفة.










