كشفت مصادر مقربة من الحكومة الجيبوتية أن جيبوتي تسعى بنشاط لإقناع إدارة مقديشو بمنح أرض الصومال فرصة إجراء استفتاء شعبي. يهدف الاستفتاء إلى تمكين شعب أرض الصومال من اتخاذ قرار بشأن استمرار ارتباطهم بمقديشو أو السعي لتقرير مصيرهم بشكل مستقل.
في المقابل، من المتوقع أن تطلب جيبوتي من أرض الصومال سحب مذكرة التفاهم التي وقعتها مع إثيوبيا.
وتمنح مذكرة التفاهم التي وقعتها أرض الصومال مع إثيوبيا الأخيرة الوصول إلى البحر الأحمر، وهو ممر مائي استراتيجي، في مقابل اعتراف أديس أبابا بالاستقلال السياسي لأرض الصومال.
هذا الاتفاق أثار قلقًا كبيرًا في جيبوتي ومقديشو على حد سواء، حيث ترى جيبوتي أن مذكرة التفاهم تقوض مصالحها الإستراتيجية وتعرقل جهودها في الوساطة بين الصومال وأرض الصومال.
تأثيرات دبلوماسية وتوترات إقليمية
تدرك جيبوتي، بصفتها رئيسة الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، أن مذكرة التفاهم تؤثر سلبًا على جهود الوساطة التي تبذلها الهيئة لتسوية النزاع بين مقديشو وأرض الصومال. وقد تلعب الأوضاع الإقليمية المعقدة دورًا في تعقيد الموقف، حيث تظل نيروبي حذرة بسبب صدع دبلوماسي متزايد مع أديس أبابا، وعلاقاتها الوثيقة مع أسمرة.
في الوقت نفسه، يعاني السودان من انقسام سياسي مع وجود قوات الدعم السريع المعارضة في مواجهة القوات المسلحة السودانية. وقد يعقد هذا الصراع الداخلي الوضع، بينما تظل أوغندا وجنوب السودان، أعضاء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية، محايدين بشكل أولي، ولكن هذا الموقف قد يتغير.
مؤخراً، شهدت العلاقات الدبلوماسية بين السودان وتشاد والإمارات العربية المتحدة توترات متصاعدة، مما أدى إلى طرد متبادل لدبلوماسيي الدول الثلاث. السيطرة المتزايدة لقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي على الخرطوم قد تعزز محاولات هذه القوات لإعلان نفسها الممثل الشرعي للسودان، وهو سيناريو قد يؤثر على التوازنات في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية.
موقف مقديشو
أعلن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، في مؤتمر صحفي عقده اليوم، أن إدارته ملتزمة تمامًا بالدفاع عن أراضي الجمهورية الصومالية ضد أي محاولات إثيوبية للسيطرة على أجزاء منها.
وأكد حسن شيخ محمود أن الصوماليين لطالما رفضوا التنازل عن أراضيهم ومياههم الإقليمية، وسيستمرون في حماية سيادتهم مهما كانت التحديات.
وفي خطاب إلى الشعب الصومالي قال حسن شيخ محمود : “لن تكون هناك محادثات، ولا وصول إلى البحر، ولا تجارة مع إثيوبيا حتى تعترف أديس أبابا بسيادة الصومال”.
وأشار حسن شيخ محمود إلى أن الصومال يحترم حقوق الجوار والقوانين الدولية، في حين أن إثيوبيا تواصل انتهاك سيادة البلاد ولا تعترف بها كدولة مستقلة وذات سيادة. وأضاف قائلاً: “لن نتفاوض مع إثيوبيا في أي شأن حتى تقر بسيادتنا الكاملة.”
تداعيات ومواقف مستقبلية
إذا نجحت جيبوتي في إقناع مقديشو بعقد استفتاء في أرض الصومال، فقد يؤدي ذلك إلى تغييرات هامة في الديناميات الإقليمية. في الوقت ذاته، قد يستمر النزاع على الواجهة الدولية، مع استمرار المحاولات للحصول على دعم من المجتمع الدولي لمواقف الدول المتأثرة.
سيكون من المهم متابعة كيفية تطور هذه الأحداث وكيفية تأثيرها على استقرار المنطقة ومواقف الدول الإقليمية والدولية في الأيام والأسابيع القادمة.