توقعت التحليلات الاقتصادية أن تشهد معدلات التضخم في مصر ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأشهر المقبلة، وذلك بعد قرار الحكومة الأخير بزيادة أسعار الكهرباء، والذي أُعلن عنه يوم الإثنين، بالإضافة إلى الزيادة السابقة في أسعار المنتجات البترولية.
تفاصيل القرار:
أعلنت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة عن زيادة جديدة في أسعار شرائح استهلاك الكهرباء، بنسب تراوحت بين 30% و35%. كما ارتفعت أسعار الكهرباء للشريحة الأولى إلى 68 قرشًا، وللشريحة الأخيرة إلى 230 قرشًا. وبالنسبة للنشاط التجاري والصناعي، ارتفعت الأسعار بشكل كبير، مع زيادة سعر الكيلو وات ساعة من 150 قرشًا إلى 2 جنيه و33 قرشًا.
توقعات التضخم:
توقع المحللون أن تؤدي زيادة أسعار الكهرباء إلى ارتفاع معدلات التضخم، الذي قد يتراوح بين 26% و28% خلال الأشهر القادمة. وقالت آية زهير، رئيس قسم البحوث بشركة زيلا كابيتال، إن التأثير الكامل لقرار رفع أسعار الكهرباء سيظهر في قراءات التضخم لشهر سبتمبر، حيث من المتوقع أن تنحرف معدلات التضخم عن المسار الهبوطي الذي شهدته في الفترة الأخيرة.
تأثيرات القرار:
تقييد حرية الحركة الاقتصادية: من المرجح أن تؤدي زيادة أسعار الكهرباء إلى رفع تكاليف الإنتاج والخدمات، مما ينعكس على أسعار السلع في الأسواق.
زيادة المخاطر الاقتصادية: قد تدفع زيادة الأسعار الشباب والمستهلكين إلى البحث عن طرق غير رسمية للحصول على السلع والخدمات، مما يعرضهم لمخاطر إضافية.
تأثير على العلاقات الاقتصادية: من المحتمل أن يؤثر القرار على علاقات مصر الاقتصادية مع الشركاء الدوليين، خاصة إذا تأثرت تدفقات الاستثمار والتجارة.
توقعات السياسة النقدية:
يرجح المحللون أن يقرر البنك المركزي تثبيت أسعار الفائدة خلال الاجتماعات القادمة، في محاولة لكبح معدلات التضخم المتوقعة. ويستبعدون خفض الفائدة في ظل الظروف الحالية.
ردود فعل السوق:
محمد حسن، العضو المنتدب لشركة ألفا لإدارة الاستثمارات المالية، أشار إلى أن زيادة أسعار الكهرباء ستؤدي إلى زيادة كبيرة في معدلات التضخم، مما سيؤثر سلبًا على الاقتصاد. بينما مصطفى شفيع، رئيس قسم البحوث بشركة عربية أون لاين، توقع أن يرتفع التضخم الشهري بنسبة 0.5% نتيجة الزيادات في الأسعار.
تحليل اقتصادي:
محمد محمود عبد الرحيم، الباحث الاقتصادي، أكد أن رفع أسعار الطاقة يشكل ضغطًا إضافيًا على معدلات التضخم. وشدد على أهمية التركيز على استقرار سعر الصرف وزيادة إيرادات الموازنة العامة بعيدًا عن رفع الضرائب، بالإضافة إلى تشجيع الاستثمارات لضمان استقرار الأسعار.
في الختام، يشير التقرير إلى أن الحكومة والبنك المركزي سيواجهان تحديات كبيرة في التعامل مع تداعيات زيادة أسعار الطاقة على الاقتصاد المصري، مع ضرورة اتخاذ تدابير استراتيجية لضمان استقرار التضخم وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام.