أكد محسن رضائي، القائد السابق للحرس الثوري الإيراني والعضو الحالي في مجلس تشخيص مصلحة النظام، أن رد إيران على اغتيال إسماعيل هنية، زعيم حركة حماس، “سيكون محسوباً للغاية”.
يأتي هذا التصريح في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط توترات متزايدة حول الرد الإيراني على هذا الحادث.
تفاصيل الحادث
اتهم قادة إيران إسرائيل بالمسؤولية عن اغتيال إسماعيل هنية، الذي كان قد سافر إلى طهران للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزيشكان. وقد أثار هذا الحادث توترات عالية وأجج المخاوف من احتمال انتشار النزاع في المنطقة.
بعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على الاغتيال، وبالرغم من الجهود الدبلوماسية المبذولة من قبل الولايات المتحدة ودول المنطقة مثل الأردن لمنع الرد العسكري الإيراني المحتمل، أشار مسؤولو الحرس الثوري الإيراني إلى أن “تعطش هنية للدماء” لا يزال قوياً وأن الرد الإيراني قد يستغرق وقتاً.
تصريحات محسن رضائي
في المقابلة مع قناة سي إن إن، تناول محسن رضائي الوضع الراهن والتوترات الإقليمية، مشيراً إلى أن رد إيران سيكون مدروساً بعناية. وأضاف رضائي: “لقد درسنا عواقب رد فعلنا بشكل شامل. لن نسمح لنتنياهو الذي يواجه مصاعب أن ينجو من الموقف بسهولة. ستكون تحركات إيران محسوبة للغاية.”
كما انتقد رضائي الولايات المتحدة وإسرائيل، قائلاً: “إذا كانت الولايات المتحدة قد تحركت لوقف إسرائيل وبنيامين نتنياهو في الأسابيع الأولى من حرب غزة، لما استمرت الحرب. السبب الرئيسي في إطالة أمد الحرب هو أمريكا وإسرائيل. وكلما طال أمد هذه الحرب، زاد الضرر الذي سيلحق بالولايات المتحدة.”
الوضع الحالي والمحادثات الدبلوماسية
استؤنفت محادثات وقف إطلاق النار في غزة منذ الأسبوع الماضي في العاصمة القطرية الدوحة. وأكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن إسرائيل قبلت عرض الوسطاء لتقليص الخلافات في محادثات وقف إطلاق النار، وأن الخطوة التالية الحاسمة هي موافقة حماس.
في الوقت نفسه، ترددت أنباء عن أن إيران قد تمتنع عن مهاجمة إسرائيل إذا تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. ومع ذلك، أوضح وفد إيران لدى الأمم المتحدة أن الرد الانتقامي لطهران “لا علاقة له بوقف إطلاق النار في غزة”، مما يشير إلى تعقيدات إضافية في الوضع الراهن.
تشير التصريحات والتطورات الأخيرة إلى أن إيران تدرس بعناية ردود فعلها على اغتيال إسماعيل هنية، وتبدو مستعدة للتحرك بحذر لتفادي تصعيد غير محسوب. في الوقت نفسه، تظل المخاوف قائمة بشأن إمكانية توسيع النزاع وتأثيره على الأمن الإقليمي والدولي، مع استمرار الجهود الدبلوماسية لاحتواء الوضع.