ذكرت وكالة رويترز أن الخطوط الجوية السنغافورية، والخطوط الجوية البريطانية، ولوفتهانزا قد زادت من رحلاتها فوق أفغانستان، وذلك بعد سنوات من تجنبها لهذه الأجواء بسبب الصراعات والتوترات الأمنية. تأتي هذه الخطوة في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة في منطقة الشرق الأوسط والتي جعلت الأجواء الأفغانية تبدو خياراً آمناً نسبياً.
تفاصيل التقرير:
الوضع السابق:
توقفت الشركات المذكورة عن عبور المجال الجوي الأفغاني قبل حوالي ثلاث سنوات، وذلك بعد سيطرة جماعة طالبان على أفغانستان وغياب خدمات المراقبة الجوية. كانت أفغانستان تعتبر أحد المسارات الرئيسية بين آسيا وباكستان وأوروبا.
التحول في استراتيجيات الطيران:
على الرغم من عدم استئناف خدمات مراقبة الحركة الجوية في أفغانستان بعد، فإن شركات الطيران بدأت تعتبر الأجواء الأفغانية خياراً آمناً مقارنة بالمجال الجوي بين إيران وإسرائيل، الذي شهد تصاعداً في التوترات.
إيان بيتشنيك، المتحدث باسم شركة FightTrader 24، صرح لوكالة رويترز قائلاً: “تتطلع شركات الطيران إلى تقليل المخاطر قدر الإمكان، وبالتالي تعتبر الطيران فوق أفغانستان خياراً أكثر أماناً نظراً للتوترات الحالية بين إيران وإسرائيل.”
الزيادة في الرحلات فوق أفغانستان:
وفقاً لتحليل بيانات شركة FightTrader 24، شهد الأسبوع الثاني من أغسطس هذا العام زيادة في عدد الرحلات الجوية فوق أفغانستان بمقدار سبع مرات مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. هذه الزيادة تعكس تراجع المخاوف الأمنية المرتبطة بالأجواء الأفغانية في مقابل تزايد المخاطر في مناطق أخرى.
الأسباب وراء تغيير المسارات:
يعود هذا التحول إلى التصعيدات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار التي شنتها إيران على إسرائيل هذا العام. كذلك، أدى وفاة كبار قادة حزب الله اللبناني والزعيم السياسي لحركة حماس إلى تفاقم الوضع الأمني.
تأثير الإغلاق الروسي:
في وقت سابق، قامت العديد من شركات الطيران بتغيير مسارات رحلاتها إلى إيران والشرق الأوسط بسبب إغلاق الأجواء الروسية أمام معظم الطائرات التابعة لدول غربية، بعد الهجوم على أوكرانيا في مارس/آذار 2022.
الاستنتاج:
تشير زيادة الرحلات الجوية فوق أفغانستان إلى تغيير ملحوظ في استراتيجيات شركات الطيران العالمية، التي تتطلع إلى تقليل المخاطر في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة. في الوقت الذي تبقى فيه الأجواء الأفغانية غير مستكشفة بالكامل، فإن تصاعد المخاطر في منطقة الشرق الأوسط يجعلها خياراً أكثر جاذبية بالنسبة للطيران الدولي