قرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس قطع زيارته إلى المملكة العربية السعودية والعودة إلى فلسطين اليوم الأربعاء، لمتابعة آخر التطورات والمستجدات في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر على شمال الضفة الغربية. هذا القرار يأتي في وقت يشهد فيه الوضع الأمني في المنطقة تصعيداً خطيراً، مع تزايد الهجمات والاعتداءات الإسرائيلية على المدن والقرى الفلسطينية.
تصعيد العدوان الإسرائيلي
فجر اليوم، شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدواناً واسعاً على مدن جنين وطوباس وطولكرم، مما أسفر حتى الآن عن استشهاد تسعة مواطنين وإصابة 11 آخرين، بالإضافة إلى تدمير كبير في البنية التحتية. وقد شاركت في هذا العدوان طائرات مروحية ومسيرات وآليات عسكرية معززة بالجرافات، كما فرضت القوات حصاراً مشدداً على المناطق المستهدفة، مما زاد من معاناة المدنيين.
التفاصيل الميدانية
جنين: استشهد ستة مواطنين في مدينة جنين، منهم الأسير المحرر محمد إبراهيم توفيق عابد، الذي قُتل برصاص قوات الاحتلال في قرية كفر دان غرب المدينة. كما استُشهد الشابان قسام محمد جبارين وعاصم وليد ضبايا خلال مواجهات مع قوات الاحتلال، بينما استُشهد ثلاثة آخرون داخل مركبة استهدفتها طائرة مسيرة. القوات الإسرائيلية فرضت حصاراً على مستشفى جنين الحكومي وعرقلت وصول الطواقم الطبية.
طولكرم: في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم، ألحقت قوات الاحتلال دماراً واسعاً بالبنية التحتية وأمرت المواطنين بمغادرة المخيم خلال أربع ساعات. كما دمرت الجرافات خط المياه الرئيسي وتسبب في انقطاع المياه عن المخيم، ونفذت عمليات تفتيش واعتقالات.
طوباس: استشهد الشقيقان مراد ومحمد مسعود جعايصة، إلى جانب الشابان إبراهيم عبد القادر غنيمي وأحمد صالح نبريصي، جراء قصف طائرة مسيرة على مخيم الفارعة. كما اقتحمت قوات الاحتلال المخيم وأحاطت به بالقناصة والجرافات.
رام الله: أصيب طفل وخمسة شبان برصاص الاحتلال في قراوة بني زيد وعبوين، وأُجريت عمليات اعتقال واعتداءات على المدنيين خلال اقتحام البلدتين.
التصريحات والتحركات السياسية
تصاعدت تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، حيث دعا وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إلى التعامل مع التهديد في الضفة الغربية على غرار ما يحدث في غزة، بما في ذلك تنفيذ عمليات إخلاء للسكان. هذه التصريحات تزيد من القلق حول تصعيد العدوان وما يترتب عليه من تداعيات إنسانية.
التضامن الدولي
في ضوء هذه التطورات، يجري التحرك الدولي من أجل ضمان وصول المساعدات الإنسانية وإدانة التصعيد العسكري. الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي كان في زيارة للسعودية، يعود إلى فلسطين لمتابعة الوضع واتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة التصعيد الإسرائيلي والضغط من أجل توفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين.
تؤكد الأوضاع الحالية الحاجة الملحة إلى تدخل دولي لوقف العدوان وتخفيف المعاناة الإنسانية في الأراضي الفلسطينية.