أعلن ديفيد كوهين، نائب رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، خلال مؤتمر للأمن القومي في ولاية ميريلاند، أن الوكالة ما زالت على اتصال بحركة طالبان الحاكمة في أفغانستان. وقد أثار هذا الإعلان اهتمامًا واسعًا وسط الجدل حول التهديدات الإرهابية القادمة من المنطقة.
التواصل مع طالبان
قال كوهين إن وكالة الاستخبارات المركزية حافظت على قنوات اتصال مع حركة طالبان، مشيرًا إلى أن الوكالة قد تواصلت مع طالبان بطرق متعددة خلال فترة الصراع مع تنظيم القاعدة وداعش خراسان. وأكد كوهين أن الهدف من هذه الاتصالات هو ضمان التزام طالبان بعدم السماح لأفغانستان بأن تصبح قاعدة لانطلاق الهجمات الإرهابية ضد أهداف خارجية.
التهديدات الإرهابية والأزمة الأمنية
وفيما يتعلق بالتحذيرات من احتمال تحول أفغانستان إلى منصة للهجمات الإرهابية بعد انسحاب القوات الأمريكية، وصف كوهين هذه التحذيرات بأنها “خاطئة”. ومع ذلك، فإن التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة في يوليو الماضي تشير إلى قلق متزايد بين الحكومات الأجنبية بشأن التهديدات الإرهابية المنبثقة من أفغانستان، بما في ذلك أنشطة داعش خراسان.
وفقًا لتقرير الأمم المتحدة، يعتمد داعش خراسان على شبكة من “الميسرين” في أفغانستان وتركيا لنقل عملاء من آسيا الوسطى وأفغانستان إلى أوروبا لتنفيذ عمليات خارجية. وقد كثفت الجماعة جهودها في المجالات المالية واللوجستية والتجنيدية، ومن المرجح أنها قدمت مقاتلين وأموالاً لمهاجمين مدربين لتنفيذ هجمات واسعة النطاق في روسيا وإيران.
الأمن القومي الأمريكي
أشار كوهين إلى أن أولويات الأمن القومي للولايات المتحدة قد تحولت في السنوات الأخيرة نحو التركيز على التهديدات من الصين وروسيا. ومع ذلك، أكد أن الحرب ضد الإرهاب تظل قضية أساسية لا يمكن لوكالات الاستخبارات الأمريكية تحمل الفشل فيها. وأضاف أن مشهد التهديدات الإرهابية أصبح الآن أكثر تعقيدًا وانتشارًا مما كان عليه في السنوات التي تلت هجمات 11 سبتمبر 2001.
نجاحات في مكافحة الإرهاب
في سياق حديثه، ذكر كوهين العملية التي قُتل خلالها أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، في منزل آمن في كابول عام 2022 كدليل على نجاح الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب. وأكد أن هذه العملية تعكس التزام الولايات المتحدة في مواجهة التهديدات الإرهابية بشكل فعال.
الخلاصة
يشير تقرير كوهين إلى استمرار وجود تعقيدات في الوضع الأمني في أفغانستان ويؤكد على الحاجة إلى متابعة دقيقة للتهديدات الإرهابية. كما يسلط الضوء على التحديات المستمرة التي تواجهها الولايات المتحدة في تحقيق استراتيجيتها للأمن القومي، مع التركيز المتجدد على التهديدات العالمية في الوقت الذي تستمر فيه جهود مكافحة الإرهاب في مناطق النزاع.